|
- تعلمت من أقسام الشرطة في بلادنا أن التسامح فضيلة الفضائل وأن العفو عند المقدرة أفضل من الخسارة فوق المقدرة وأن الشكوى لغير الله مذلة .
ما موقفك حين تكونأحمد غراب -
تعلمت من أقسام الشرطة في بلادنا أن التسامح فضيلة الفضائل وأن العفو عند المقدرة أفضل من الخسارة فوق المقدرة وأن الشكوى لغير الله مذلة .
ما موقفك حين تكون في قمة "طفرك" وشدة "حرافك" وتكتشف أن منزلك تعرض للسرقة وأصبح أثرا بعد عين؟!
طبعا أول شيء ستفعله هو الذهاب إلى أقرب قسم شرطة لتقديم بلاغ. وكما يقول الشاعر: "الشرطة في خدمة الشعب"!
ماذا سيحدث بعد ذلك؟!
- يخرج معك عسكري أجرته لا تقل عن ثلاثة آلاف ريال (مش مشكلة، تتدبر حق العسكري).
- طبعا سيارة القسم إما "مش فاضية"، وإما معطلة؛ وبالتالي عليك استئجار تاكسي (مش مشكلة، تتدبر حق التاكسي).
- يصل الشرطي بحفظ الله وسلامته إلى مكان السرقة للقيام بزيارة استطلاعية وإلقاء نظرة فاحصة على المكان يتخللها سرد الفروض والاستنتاجات، ثم يأخذ أجرته، ويعود معك إلى القسم.
- تبدأ مرحلة كتابة المحضر، وهي مرحلة تكلف غالبا ما لا يقل عن خمسة آلاف ريال (مش مشكلة، تتدبر حق المحضر).
- بعد كتابة المحضر تبدأ مرحلة رفع البصمات، وهي تكلف ما لا يقل عن خمسة عشر ألف ريال (مش مشكلة، تتدبر حق البصمات).
- ثم تبدأ مرحلة المحققين (لا أقصد المحقق "كونان" بل المحقق الذي يحقق مع الجيران). وبعد كل تحقيق عليك أن تدبر ما لا يقل عن عشرة إلى خمسة عشر ألف ريال (مش مشكلة، تتدبر حق المحقق).
- تتكرر الكثير من الخطوات السابقة، ومع كل خطوة لازم تكش فلوس على شان توصل إلى نتيجة.
بقليل من التفكير وإمعان العقل، ومن خلال إجراء عملية حسابية دقيقة لكل المبالغ التي أنفقتها، يمكنك اكتشاف حقيقة قد تكون مذهلة، وهي أنك إذا ظللت تلاحق القسم لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر لكي يقبضوا على اللص الذي سرق منزلك، ستنفق مبلغا يزيد عن قيمة المسروقات في شقتك. وعلى افتراض أنهم قبضوا على اللص في ذلك الوقت سيقبضون عليه بعد أن باع المسروقات وأكل قيمتها وأصبح حرافا مثلك، وحينها قل للمسروقات ارجعي يا مسروقات! من أين؟!
وعليه وفِّرْ على نفسك ما تسلبك الشرطة بعد ما سلبك اللص، واهتفْ: "أنا متنازل عن المحضر، عليه العوض ومنه العوض"!
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم أرحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين
في الخميس 17 يوليو-تموز 2014 03:18:36 م