|
خـلال الأيـام والليالي المنصرمة من شهر رمضان الفضيل، حاولت أن أتلمس طريقاً يدلني إلى فعالية ثقافية أو فكـرية أو حلقة نقاشية تقف على ظاهرة أو فكـرة أو إصدار.. أو أنها تفسر حالة الركود الراهن بفيض من الآراء والمقترحات, لكنني لم أستدل إلى مثل هذه الفعاليات مع الأسف الشديد. ويمكن قياس هذه الحالة على حالات مشابهة -وإن ظهرت على استحياء- كتلك اللقاءات الموسعة التي تعقد بين الخطباء والمرشدين وأعضاء جمعية العلماء لدراسة مستجدات الراهن من السجالات التي تثار بين الحين والآخر، وتحديداً في ضوء الراهن وما يتطلبه من ضرورة الوعظ والإرشاد بأهمية التمسك بجوهر الدين الحنيف والنأي بمكونات المجتمع عن خطورة التجاذبات المذهبية وتـأثيرها السلبي على وحدة كيان الأمة.
اللافت للنظر أنه وفي ظل هذا الغياب الكبير لإحياء مثل هذه الفعاليات الفكرية والدينية تزداد حالة الاستقطاب المجتمعي وتتفاقم حدة الاختلافات والمشكلات الناجمة عن أخطاء ما كان يألفها اليمنيون في السابق.
لقد كنت ـ ولا أزال ـ أعتقد بأن إحياء سلسلة واسعة ومتكاملة من اللقاءات في شقيها الديني والفكري سوف تساهم في نبذ التطرف والغلو والتشدد وتساهم في تقريب وجهات النظر وبما من شأنه تعزيز القواسم المشتركة وفي إطار الحرص على احترام القناعة والأفكار وعلى مبدأ الوسطية والاعتدال, لكن الحقيقة لم نلمس تفاعلاً حقيقياً من قبل الجهات المختصة لإحياء مثل هذه الفعاليات على الرغم من أهميتها وبخاصة في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر به الوطن.. وعلى الرغم من حالة الغياب الكبير لدور هذه المؤسسة الفكرية والدينية, سيبقى التفاؤل قائماً بإمكانية تحقيق ذلك بالنظر إلى أهمية هذا التواصل لتعزيز قيم الألفة والمحبة والإخاء والتسامح بين أبناء الوطن وفي إطار التعدد الإيجابي الذي لا يقصي أحداً.
في الإثنين 21 يوليو-تموز 2014 03:33:35 م