أنصار الخلافة في الصومال
دكتور/د.عمر عبد العزيز
دكتور/د.عمر عبد العزيز

لقد دفعت الصومال الثمن الباهظ لحرب أهلية استدامت 25 عاماً، وعانى الشعب الصومالي من التشرد واللجوء العالمي، والتقلُّب في جمرات النتائج المؤلمة لشعب انتزعه أمراء الحرب من وطنه، ليُشار له بنعوت الظلم والتمييز في أرجاء اللجوء الجبري الذي وقع عليه، وخلال سنوات الجمر الطويلة سعت الانتلجنسيا السياسية الصومالية للبحث عن مخارج منطقية عاقلة من هذه الحالة، وحاولت دول الجوار الإقليمي مساعدة الصوماليين على الإمساك بمقدراتهم وفق رؤية توافقية لدولة اتحادية تحقق المشاركة والمواطنة المتساوية، ومن محاسن الحظ أنهم توافقوا على هذا المخرج العاقل، لكن مراهقي المحاكم الإسلامية .. جهاديي اليوم.. لا يقبلون بأقل من إقامة خلافة إسلامية منسوجة من وحي التدوين التاريخي الذي يتأبَّى على واقع الحال. 
تتداخل الحالة الماثلة مع الأوضاع الاقليمية والدولية، ومن المناسب هنا الإشارة إلى بضع دول مجاورة للصومال، لنتبيَّن أنها من حيث الجوهر متوافقة في رؤيتها للمسألة الصومالية، وأخص بالذكر أثيوبيا التي ترى في ثبات الخارطة الصومالية الراهنة والموروثة من الاستعمارين الإيطالي جنوباً، والبريطاني شمالاً، ضماناً لها من أي مطالبة قادمة بضم إقليم “اوغادين” ذي القومية الصومالية، كما تعتقد أثيوبيا أن النظام الاتحادي الصومالي يتناغم مع رؤيتها للفدرالية، بوصفها المخرج الشامل لعموم افريقيا.. متعددة الإثنيات والأديان والمذاهب، وتتناغم كينيا مع هذا الخيار، فيما تنضم جيبوتي واليمن إلى ذات الخيارات المنطقية، لنرى أن الإقليم بجملته يؤيد الحل السياسي الماثل، وربما كانت اريتريا استثناءً قائماً على مجرد مناكفة ضمنية لإثيوبيا وخياراتها في المسألة الصومالية. 

Omaraziz105@gmail.com 


في الخميس 24 يوليو-تموز 2014 01:18:19 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1547