الخزي للعالم.. والنصر للمقاومة
كاتب/عبدالله سلطان
كاتب/عبدالله سلطان
 الحرب الصهيونية على غزة وشعبها في فلسطين تزداد يومياً شراسة وخبثاً وبشاعة، ودون تمييز، أو تفريق بين المدنيين والمقاومة الفلسطينية بفرقها المختلفة.. فالصهاينة لم يراعوا في حربهم أية أخلاق، أو اتفاقات إنسانية.. فهم لا أخلاق لهم، ولا يمتلكون أية مشاعر إنسانية.. إنهم في حالة هستيريا عسكرية.. يقصفون المنازل، والشوارع، والمنشآت، والمشافي، وسيارات الإسعاف ويرتكبون مجازر، وإبادة ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، هذا الشعب المحاصر ليس أمامه أي طريق للنزوح فهو محاصر ويصمد، رغم أن ذلك يكلفه الكثير من المدنيين الأطفال والرجال من كبار السن ،النساء ،كل من لا يحمل معه سلاح،والمتابع للأخبار والمشاهد التي تعرض للمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني يشعر بمدى المأساة التي يعيشها أبناء غزة.. يتسحرون على قصف المدفعية، والصواريخ الصهيونية من البر والبحر والجو، وهكذا يفطرون ولا ملجأ لهم سوى أن يواجهوها.. ولا أدري كيف غاب عن حكومة غزة أمر مهم قريب من الإنفاق، وهو إقامة ملاجئ للمواطنين في غزة للجوء إليها أثناء الغدر العسكري للعصابات الصهيونية، ويحتمي فيها كبار السن، والنساء، والأطفال، بل ويطبب فيها الجرحى من المدنيين، ومن عناصر المقاومة، خاصة أن الصهاينة لم يتركوا حتى المشافي من القصف.. مع أن المشافي، وسيارات الإسعاف، والمسعفين، والأطباء يحرم القانون الدولي الاعتداء عليها أثناء الحروب.. لكن الصهاينة تعتدي على كل شيء حتى على الشجر والحجر غير مبالية، أو تضع اعتباراً للقانون، ولا حتى للمجتمع الدولي منذ ولادتها، واغتصابها لفلسطين.. فكعادتها تمارس الإبادة والقتل والتنكيل بالشعب الفلسطيني دون أن يقدر أحد على إيقافها، لأن هناك من يحميها، ويدعمها في المؤسسات الدولية، هذا الحامي والراعي والداعم هي الإدارة الأمريكية التي أثبتت بأنها غير صالحة لقيادة العالم. 
إن العالم كله، والعالم العربي، والإسلامي بصفة خاصة يلحقهم الخزي، على سكوتهم إلا من كلام في كلام تجاه ما يحدث لشعب فلسطين في غزة، ولم تحركهم أي مشاعر نحو المجازر التي ترتكب من قبل جيش العصابات الصهيونية.. وهي مجازر تستهدف المدنيين فهناك العديد من الأسر قد أبيدت عن بكرة أبيها ولم يبق منها أحد. 
فأين المجتمع الدولي الذي تتشدق به وبقراراته الإدارة الأمريكية؟!! 
أين هذه الإدارة الأمريكية مما تردده من حقوق الشعوب وحق الدفاع عن نفسها وتقرير مصيرها؟! 
أين النظام العربي والنظام الإسلامي مجتمعاً أو أقطاراً، أو أمصاراً؟! 
جميعهم لم يقدموا على أي عمل فعال يوقف هذه الحرب الملعونة البشعة، الشرسة على أبناء فلسطين في غزة، رغم مرور ما يقارب العشرين يوماً على بدايتها.. لقد بدأت بحرب جوية، وبحرية على غزة، ثم جاء دور التدخل البري ضد شعب أعزل، ولا يمتلك من السلاح ما يوازي حتى عشر ما تمتلكه العصابات الصهيونية وآليتها العسكرية التي تطحن غزة طحناً بالقصف الوحشي من البحر، والجو، والبر، وتستهدف المدنيين، حتى الصحافيين والإعلاميين لم يسلموا من استهداف القصف الصهيوني.. نعم أين هذا العالم، والمجتمع الدولي الذي لو استدعته العصابات الصهيونية لتدخل سريعاً إلى وقف إطلاق النار.. الخزي والعار لهذا العالم الذي يتحرك من أجل إنقاذ القتلة، ولم يتحرك لإنقاذ الضحايا من بطشه، وإرهابه، وإبادته!! تباً لهذا العالم!! 
إن الحقيقة، والواقع ليس أمام الفلسطينيين سوى الصمود، والصبر والقتال، والدفاع عن أنفسهم.. فالمجتمع الدولي والإسلامي والعربي لا تشير تحركاتهم التي تسير بسرعة السلحفاة بهدف إتاحة الفرصة للعدو الصهيوني لارتكاب المزيد من المجازر والإبادة للشعب الفلسطيني في غزة وتدمير وتخريب المزيد من المنشآت والبنى التحتية. 
إننا نقدر، ونقف إجلالاً، وبكل فخر لشعب غزة، الذي يقف إلى جانب مقاومته الباسلة، ويحتضنها بكل بسالة وتضحية، هذه المقاومة التي تقف حائلاً بين غزة، ودخول الصهاينة إليها.. المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها أحبطت حتى الآن أهداف العدو الصهيوني، وأرته الويل.. ولولا ذلك لما هسترت العصابات الصهيونية، وصبت جام غضبها على المدنيين لتترك كل قائمة أهدافها، وتتحول إلى قصف مدينة غزة مستهدفة المدنيين وكل شيء دون تمييز أو تفريق علّها تخضع وتركع المقاومة.. لكن المقاومة لا تجد من شعبها سوى الصوت العالي لاستمرار الحرب حتى النصر. 
ونحن مع استمرار المقاومة، والحرب حتى يخضع الصهاينة للمطالب الحقوقية للشعب الفلسطيني وأهمها: 
1ـ إيقاف الحرب من قبل الصهاينة، والانسحاب من محيط غزة. 
2ـ فك وإنهاء الحصار المضروب على غزة منذ سنين. 
3ـ التزام الصهاينة بالكف عن شن حروب قادمة ضد أبناء فلسطين. 
4ـ إطلاق الأسرى الفلسطينيين. 
وتحقيق ذلك ممكن جداً بالصمود الفلسطيني، وتحرك أبناء فلسطين في انتفاضات عارمة نصرة لغزة، مع مسيرات وتظاهرات تعم الوطن العربي الإسلامي للانتصار لغزة.. التي تنتصر مقاومتها كل يوم وتكبد جيش العصابات الصهيونية خسائر فادحة في الجنود والضباط، والعتاد، وهو ما يعترف به العدو، ولم يستطع إنكاره أو إخفائه، وإنها لثورة مسلحة حتى النصر.. وما ذلك على الله بعزيز، ولا نامت أعين الجبناء.


في الخميس 24 يوليو-تموز 2014 02:52:20 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1554