|
دعوة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي للتصالح والتسامح ونبذ خلافات الماضي والسمو فوق الجراح والتي تضمنتها النقاط العشر لمبادرته الوطنية الشجاعة وتفاعل المعنيين مع بنود تلك المبادرة ومنها بشائرها المبكرة التي أتت بعد ساعات من إطلاقها.. كانت مفاجآت سارة لليمنيين الذين تهمهم مصلحة وطنهم وشئون حياة مجتمعهم.
المفاجأة الأولى كانت من خلال نجاح مبادرة التصالح والتسامح حين نقلت لجماهير شعبنا والأمة والعربية والإسلامية شاشات قنواتنا الفضائية والمحلية شعار صلاة عيد الفطر المبارك والسعيد في آن واحد من مصلى جامع السبعين بالعاصمة صنعاء وفيها اجتمعت قلوب وأفئدة اليمنيين نحو المستقبل.. فالصور التي بثت على الهواء لصلاة عيد الفطر السعيد من الجامع وتضم القيادات اليمنية التاريخية السابقة والحالية وهي تؤدي شعائر صلاة العيد بين يدي الخالق جل وعلا تمثل عقداً وعهداً أمام الله على أن يغلب الجميع مصلحة اليمن وأن تكون تلك اللحظات بداية لمرحلة أساسها نبذ الأحقاد وتجنب الصراعات والخلافات والتسليم بأن دروس الماضي كافية لأخذ العبر بأن الخلافات والصراعات لا ولن تقود إلا إلى المآل المؤلم والمخيف... وأن من الحكمة اليمانية أن يتحاور الفرقاء حول دوافع ومسببات خلافاتهم والتسليم بأن تتربع المصلحة العامة على ما عداها مائدة حواراتنا كنهج لا خيار عنه من أجل تجاوز سلبيات وتراكمات السنوات الأخيرة من الضياع والخذلان لآمال وتطلعات الأمة..
إن حسن النوايا وإصلاح السرائر.. والصدق مع الله ومع النفس والوطن من الثوابت التي لا غنى عنها في الحوار.. باعتبارها ضمانات لابد منها لأن يؤتي الحوار ثماره وأن تتمثل تلك الثمار في التطبيق على الواقع.. فعندما نختار نهج الحوار السديد فإنه لاشك سيقود إلى حل خلافاتنا وسيفضي نحو الوصول لرؤية واضحة لواقع حال الأمة والوطن والذي لا يسر بالاً.. وتلك الرؤية لا شك ستفرض علينا كل من موقعه تحمل مسئولياته في محددات الخروج من هذا الواقع المؤلم والمر والذي لم تعد حياة الناس في ظله بممكنة التحقيق.
إن لقاء الفرقاء حول القبول والترحيب بتلك المبادرة الرئاسية الوطنية مهما رافقها من تأويلات إلا أنه يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك بأن اليمنيين قد اختاروا طريق خلاصهم من حالات التشرذم والتمزق وسلموا جميعاً بأن الأخطار المحدقة بمختلف مكونات المجتمع وبالوطن بلغت درجة الخطورة ومن مصلحة الكل التعاطي بمسئولية مع تلك المبادرة التي حققت على أرض الواقع جملة من النتائج لعل من أبرزها أن غالبية اليمنيين باركوا البداية المبكرة لثمارها ويتوقعون أن تشهد الأيام القادمة حراكاً يزيل الغيوم التي لبدت الأجواء اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وأمنياً.. أليست تلك بالمفاجآت السارة.
ولعل من المفاجآت السعيدة التي استأثرت بها الحوارات العيدية.. أنها كانت الحدث الأبرز لأحاديث الناس ورغبتهم الجامحة في تجاوز الأوضاع الراهنة التي عانت ولا زالت تعاني منها البلاد جراء الأزمة التي أصيبت بها اليمن مؤخراً بفعل ما أطلق عليه بموجة ثورات الربيع أو الخريف المؤلمة.
وإذا كانت عملية إزالة الدعم عن المشتقات النفطية التي اتخذته الحكومة هي الأخرى قد استحوذت على جزء هام من حوارات وأحاديث الناس بين من يبارك هذه الخطوة الحكومية لأسبابها سيما ما يتعلق عبر مردودات ذلك الدعم وعوائده التي انتفخت منها جيوب الفاسدين وحقق البعض منهم وبين من ينتقدها ويعارضها خوفاً من استغلال بعض الجشعين لها ليستمروا في غيهم برفع الأسعار وتأزيم وضعهم الاقتصادي.. إلا أن تلك الحوارات في مجملها ومن خلال حضوري بعضاً منها تمثلت بمعطياتها ونتائجها بشائر خير للوطن وتدرأ عنه بلوغ الاقتصاد مرحلة الخطر بل والهاوية والذي إن استمر الوضع على ما كان عليه سوف يؤدي إلى انهيار الدولة، وتراجع العملة الوطنية إلى جانب انتشار الفوضى التي كان الجميع سيتأثر منها سلباً.
لذا فإننا نتطلع إلى ثمار هذه الخطوات ونتائج تلك المفاجآت على الصعيد المبدئي بصورة عملية وبشكل جلي وواضح.. فالواقع يستدعي سرعة ودقة التنفيذ لتلك المبادرة التي هي في الأساس واردة في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.
في الثلاثاء 05 أغسطس-آب 2014 06:16:32 ص