|
عندما شاهدت الصور التي نشرتها وسائل الإعلام لأعضاء تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي في سيئون وهم يذبحون أربعة عشر جنديا ، تم اختطافهم من على متن أحد باصات الركاب أثناء عودتهم إلى صنعاء وهم في زيهم المدني ، أدركت أنه يستحيل أن يكون كائنات كهؤلاء من جنس البشر ، أما الحديث عن كونهم مسلمين فلم يعد لدى أدنى شك بأن بينهم وبين أي دين سماوي ما بين المشرق والمغرب .
قضيت المساء كاملا وأنا أستعيد في ذاكرتي ما شاهدته في ذلك الفيديو – الذي تم حذفه من كافة المواقع بعد أقل من نصف الساعة على عرضه – تمنيت لو ألتقي بأحد من قاموا بتنفيذ تلك الجريمة لا لأسأله كيف تمكنوا من تنفيذ عمليتهم؟ومن تعاون معهم ؟ومن سهل لهم تحركهم في المنطقة بطولها وعرضها في وضح النهار ؟ فهذه أسئلة قد أجد لها أجوبة لدي ، لكن السؤال الذي وددت توجيهه لذلك الكائن المتجرد من الإنسانية هو عن مبررات ما يقومون به من أفعال لا يقبلها عقل أو دين ؟ وبالرغم من أني متأكد من أن جوابه سيكون الجهاد في سبيل الله !!! إلا أنني تمنيت أن أوجه السؤال له لأسمع إجابته هذه ! لأوجه له سؤالا ثانيا هل شاهدتم بطاقات هوية الجنود الذين قمتم بقتلهم ؟؟ .. هذا أكيد فقد رأيتهم وهو يعرضون هويات الجنود قبل الذبح !! هل كان اسم أحدهم شمعون أو بنيامين ؟ وهل كانوا أفرادا في الجيش الإسرائيلي ؟ حتى أولئك اليهود المحتلين لم يقوموا بعمل هكذا خلال الفترة من بداية احتلال الارض الفلسطينية وحتى اليوم ، فعلى الرغم من كل المجازر التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين الا أننا لم نسمع عن قيامهم بذبح أي فلسطيني – مدنيا كان أو مقاوما جهاديا – بالسكين كما تذبح النعاج .
إن من قمتم بذبحهم في سيئون هم مواطنون يمنيون يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وهي كفيلة بأن تعصم دمائهم – كما ورد عن نبي الرحمة محمد عليه السلام - ، إن من تلذذتم بذبحهم وتباهيتم بنشر صور فعلكم الوحشي تجاههم هم مسلمون يحملون أسماء كـ محمد وعبدالله وعبدالرحمن وزيد وعمرو و.................إلخ ، وليسوا نتنياهو ولا شمعون ولا بيريز ، هم مسلمون وليسوا يهودا.
حتى ما قبل الحادثة كنت أعتقد بأن ما كتبته هيلاري كلينتون في كتابها السر 360 عبارة عن نوع من أساليب الحرب الدعائية وأن الغرض منه لا يتجاوز تشويه الجماعات الجهادية الإرهابية لإضعاف قدرتها على الاستقطاب الذي نجحت فيه في العراق وسوريا ، فمجرد إلصاقها بمخطط أمريكي سيجعل الكثيرون يتراجعون عن الانضمام اليها ، لكني بعد الحادثة بدأت أفكر جديا في ما ورد عن كلينتون ، فمثل هؤلاء يستحيل أن يكونوا مسلمين ولا مسيحيين ولا يهودا ولا حتى بوذيين ، يستحيل أن يكونوا بشرا ، إنهم يختلفون حتى عن القتلة المأجورين الذين كان يتم استئجارهم من قبل الأنظمة لقتال الثوار في دول أفريقيا ، فحتى أولئك المأجورين لم يقتلوا أبناء شعوبهم كما يفعل مرتزقة القاعدة وتنظيماتها الجديدة ، التي أصبحت على يقين بأنها جماعات من المرتزقة المأجورين من قبل أطراف عديدة لتشويه الإسلام ومنع اي تقارب وتعايش بينه وبين الديانات الأخرى وخاصة المسيحية .
يمثل الريمي وبلعيدي وزملائهم الجيل الجديد من زعماء القتل المأجورين في اليمن وعلى شاكلتهم ظهرت داعش كمسمى جديد للإرهاب فبعد أن اصبح اسم القاعدة وقادتها من الجيل القديم مستهلكا ، ها نحن نشهد جيلا جديدا من التنظيمات والقيادات والعمليات ، وحتى الضحايا فبعد أن كانت المقرات الأجنبية هي الهدف الأول للإرهابيين القدامى صارت أهداف الجيل الجديد وطنية خالصة فالعرضي ومقرات الجيش اليمني وجنوده هي أهداف الريمي وبلعيدي وزملائهم ، كما هي الكنائس ومسيحيي العراق والشيعة ومساجدها واليزيدية هدفا للدواعش في العراق والنتيجة واحدة في كلا الحالتين : الإسلام يتحول إلى دين للإرهاب والمسلمون قتلة مأجورين.
شكرا كلينتون ... لقد وضحتي لي أمورا كانت غائبة عني ، شكرا... فقد وفرتي علي كثيرا من الوقت كنت أقضيه في التفكير بسلوك هؤلاء وأسبابه ، شكرا... فقد عرفت أن دين القتل والإرهاب ليس الإسلام ولكنه دين قتلتكم المأجورين كالريمي وبلعيدي والدواعش الجدد .
في الأحد 10 أغسطس-آب 2014 11:12:58 م