|
الأعمال الإرهابية التي يقوم بتنفيذها عناصر الشر والإرهاب والتطرف في وطننا الحبيب منذ إعادة وحدة الوطن اليمني أرضاً وإنساناً في العام 1990م وازدادت وتيرتها بشكل غير مسبوق منذ اندلاع الفوضى التدميرية مطلع العام 2011م التي اجتاحت بلادنا ومصر وتونس وليبيا وسوريا تؤكد كل الدلائل والوقائع وبما لا يدع مجالاً للشك أنها تتم وفق مخطط تآمري يستهدف وطننا اليمني وأمنه واستقراره ووحدته وسيادته واستقلاله.. فالجريمة الإرهابية البشعة التي ارتكبها أولئك الإرهابيون في محافظة حضرموت يوم الجمعة الثامن من أغسطس الجاري والمتمثلة بقيام الإرهابيين بذبح أربعة عشر جندياً عزلاً اختطفوهم من فوق الباص الذي كانوا يستقلونه في طريقهم إلى العاصمة صنعاء لقضاء إجازتهم بين أسرهم وأهاليهم فبدلاً من التعامل معهم كمختطفين قام أولئك الإرهابيون بذبحهم كما تذبح النعاج وهم يرددون الصيحات «الله أكبر الله أكبر» وكأنهم حرروا المسجد الأقصى وكل فلسطين من الاحتلال الصهيوني.
هذه الجريمة الإرهابية ليست الأولى التي يرتكبها أولئك الإرهابيون فقد سبقها ارتكاب العديد من الجرائم الإرهابية البشعة والتي من أبرزها العملية الإرهابية «جريمة العصر» والمتمثلة بتفجير مسجد دار الرئاسة في الثالث من يونيو 2011م والتي استهدفت القضاء على القيادة السياسة وكذا جريمة التفجير الإرهابي بميدان السبعين في 20مايو2012م والذي أودى بحياة أكثر من تسعين وإصابة مائتين واثنين وعشرين جندياً من منتسبي قوات الأمن الخاص «الأمن المركزي سابقاً» وعملية اقتحام مستشفى مجمع الدفاع بالعاصمة صنعاء وقيام الإرهابيين المقتحمين بقتل كل من صادفوهم في طريقهم من أطباء وممرضين وموظفين ومرضى ورواد المشفى رجالاً ونساء وأطفالاً وجريمة قتل أفراد النقطة الأمنية في مدخل مدينة سيئون بمحافظة حضرموت والبالغ عددهم عشرين فرداً.
وكذا العملية الإرهابية التي استهدفت طلبة كلية الشرطة أثناء خروجهم لقضاء إجازتهم الأسبوعية في الـ11 من يونيو 2012م ونتج عنها استشهاد عشرة وإصابة خمسة عشر من طلبة الكلية والعمليات الإرهابية التي استهدفت قيادة المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن والمعسكرات والنقاط العسكرية في عدن وحضرموت وأبين وشبوة والبيضاء ولحج وجرائم الاغتيالات الفردية التي أودت بحياة عدد كبير من منتسبي القوات المسلحة والأمن والقيادات في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات.. كل هذه الجرائم الإرهابية رغم بشاعتها إلا أن جريمة إعدام 14جنديا ذبحا هي الأكثر بشاعة ووحشية بل هي الأولى من نوعها التي يتم ارتكابها في بلادنا من قبل العناصر الإرهابية، وهو ما يعني أن التنظيم الإرهابي العالمي الذي يخطط للعمليات الإرهابية ويمولها بالإمكانات المالية والمادية قد أعد استراتيجية جديدة لعناصره الذين تم إعدادهم روحياً وفكرياً وجسدياً وتتمثل هذه الاستراتيجية بارتكاب جرائم ذبح كل من يقف في وجههم بهدف بث الرعب والخوف والهلع في نفوس الناس وإجبارهم على الخنوع والاستسلام كما هو الحال في العراق وسوريا.. ما يحدث في بلادنا من عمليات إرهابية لا يتم بمعزل عما يحدث في العراق وسوريا وليبيا ومصر وتونس وبقية الدول العربية والإسلامية من عمليات مماثلة، فالمخطط والهدف والأسلوب واحد وهو تشويه الإسلام وتدمير الشعوب العربية والإسلامية من داخلها وبيد عناصر من أبنائها وبإسم الإسلام.
أجزم بأن عدم اطلاع أبناء الشعب اليمني على نتائج التحقيقات التي أجريت بشأن الجرائم الإرهابية التي تمت خلال الفترة السابقة وكشف الجهات والأشخاص الداعمين والممولين للإرهاب والمتسترين على العناصر الإرهابية والمتعاونين معهم ومن يوفر لهم الغطاء والمسكن قد شجع على ارتكاب المزيد من الجرائم الإرهابية، ولذلك فإنه يتوجب على الحكومة كشف الحقائق لأبناء الشعب اليمني عن جميع العمليات الإرهابية.
في الإثنين 18 أغسطس-آب 2014 09:43:20 ص