|
بارتياح كبير، قُوبل بيان علماء محافظة حضرموت المندّد بالجريمة الارهابية البشعة ضد ثلّة من أبناء القوات المسلّحة وهم عائدون إلى أسرهم بملابسهم المدنية عقب إجازة عيد الفطر المبارك.. ولعل مبعث الارتياح من بيان الاستنكار والتنديد، لا ينبـع – فقـط– مـن تبيان الموقف ضد هذه الأعمال الإجرامية التي ترتكبها عناصر الشر والإرهاب والتي تتنافى مع أخلاق اليمنيين والقيم الإسلامية.. وإنما لأن بيان التنديد الصادر عن علماء حضرموت يؤكد على بعض الحقائق، لعـل أبـرزها:
أولاً: إنه لا يجوز على بعض وسائل الإعلام المحلية إلصاق هـذه الجـريمة الإرهابية بأبناء حضرموت المعروفين بسلميتهم ومدنيتهم، فضلاً عن رفضهم لكل أشكال التعصّب والغـلو والتطرّف.. واستنكارهم لتلك الجريمة الشنعاء التي تركت حزناً كبيراً في نفوس أبناء حضرموت خاصة واليمنيين بصورة عامة.
ثـانيـاً: إن بيـان علماء حضرموت قد شدّد على جزئيتين، كـل منهما على جانب كبير من الأهمية.. ففي الوقـت الـذي استنكر فيه الأداء الإعلامي تجاه هذه الجريمة النكراء، كذلك فإن البيان لا يخلو من ملاحظة جوهرية تؤكد في مضمونها رفض تلك الأصوات التي تُطالب من داخل المحافظة بقيام (ميليشيا) لمناصرة أبناء القوات المسلّحة والأمن في ملاحقة ومجابهة تلك العناصر الإرهابية الخارجة عن النظام والقانون.. والمطالبة عوضاً عن ذلك بتخصيص نسبة لأبناء المحافظة وتمكينهم من الانخراط في سلك هذه المؤسسة الدفاعية والأمنية باعتبار أن ذلك هو المدخل الحقيقي لتعزيز الاستقرار والأمن لمجابهة هذه الآفة الكارثية على الوطن بأكمله وبصورة علمية تتجنّب مكامن القصور والسلبية والعشوائية.
في تصوّري المتواضع إن مثل هذه المواقف الصادقة لنخبة العلماء هي تعبير أمين عن التزام مكونات أبناء محافظة حضرموت في دعم هذه المؤسسة الوطنية لتحمل مهامها لاجتثاث هذه الظاهرة باعتبار أن المؤسسة العسكرية هي الضامن لترسيخ الأمن والاستقرار وفرض النظام والقانون.. وتحمّـل المسؤولية في الذود عن حياض ومكتسبات الوطن، خاصة وهو يتطلّع إلى إقامة النظام الاتحادي التعددي وفقاً لمعايير الحداثة.. وأعتقد – كذلك - أن مثل هذه المواقف الجلية والواضحة المحسوبة لأبناء هـذه المحافظة الوحدوية سوف تدعم – دون شك – مهمـة المؤسسة الدفاعية والأمنية لمواصلة حربها ضد العناصر الإرهابية التخريبية التي – يبدو – أنها معركة متواصلة وقاب قوسين أو أدنى من اجتثاث بقايا هذه العناصر الإرهابية من حضرموت بعد أن اقتلعت شوكتها من أبين وشبوة والبيضاء.. والأيام بيننا.
في الإثنين 18 أغسطس-آب 2014 09:43:57 ص