الاحتشاد المُدوْزَن بالاسترخاء
دكتور/د.عمر عبد العزيز
دكتور/د.عمر عبد العزيز
تتقدم الفنانة الإماراتية فاطمة لوتاه على خُطى التأصيل المعرفي الفني لوشيجة برزخية قوامها العلاقة بين التجسيد والتجريد، لكنها لا تقف عند تخوم هذه الثنائية الدلالية البصرية الهامة فقط، بل توظف الوسائط المتعددة بكيفيات متنوعة وأساليب متباينة، فتصل إلى منطقة التمازج الكامل بين التجسيد والتجريد من جهة، كما بين التجسيم والمفاهيمية الفنية النابعة من تيمات مشرقية عربية إسلامية من جهة أُخرى، ثم تذهب بعيداً في توظيف الخط العربي المتروْحن ضمن صياغاتها البصرية في البُعد الثالث الواقعي؛ أقصد تحديداً أعمالها البنائية المفاهيمية التي أبرزتها في محفلين ثقافيين هامين .. ندوة الثقافة والعلوم بدبي، وقاعة المعارض الكبرى بالشارقة. 
وطالما كنا بصدد التجسيم والتجريد، فلا بأس من إيضاح هذه الثنائية الفنية التاريخية ضمن سياقين: السياق التجسيمي المرتبط بالفنون الأكاديمية التاريخية .. تلك الفنون التي تبلورت ملامحها الأولى في النحت الإغريقي الهيليني، ثم تواصلت في لوحة الأيقونة الكنسية في القرن الحادي عشر الميلادي، وتابعت مسيرتها مع التصوير الزيتي على عهود الكبار ليوناردو دافنشي، ورافائيل، ومايكل انجلو، وكانت تلك المرحلة الممتدة من القرن الثاني عشر وحتى الرابع عشر الميلادي بمثابة مرحلة تأصيل لمعنى الإسكولائية الفنية، أو المدرسة الفنية الأكاديمية، النابعة من التصوير المرئي بحسب طاقة الفنان المبدع ومهاراته ومعارفه. 
هنا نقف على هذا البُعد الواضح عند الفنانة فاطمة لوتاه، الصادرة ضمناً عن المدرسة الإيطالية العتيدة، والتي أسست لفن التصوير الأكاديمي الكلاسيكي التاريخي، وأبقت على عهدها مع علمي جَمال الشكل والمضون المُستمدين من تلك المدرسة. 

Omaraziz105@gmail.com

في الأربعاء 20 أغسطس-آب 2014 09:44:27 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1682