ترسم ما ترى وتعرف
دكتور/د.عمر عبد العزيز
دكتور/د.عمر عبد العزيز
الملاحظة الدقيقة للبُعدين التشريحي واللوني عند الفنانة الإماراتية فاطمة لوتاه تؤكد ما نذهب إليه من مقاربة حول علاقتها المعرفية الذوقية بفنون التصوير الأكاديمي، والإيطالي منها تحديداً. 
وفيما يتعلق بالتجريد، سنجد أن بداية تفكيك اللوحة الصُّوَرية الكلاسيكية، كانت مع المدرسة التأثيرية الفرنسية، يوم أن قرر الفنان الانطباعي الفرنسي المؤسِّس«سيزان» أن يرسم ما يرى لا ما يعرف، فعصف بالقاعدة اللونية الكلاسيكية التي تقرن المرئيات بالمفاهيم اللونية السابقة عليها، وهو فيما فعل ذلك فتح الباب الواسع لمدرسة الانطباع التي تواترت إيقاعاً مع فان جوخ، وجوجان، وسورات، وهنري دي تولوز لاوتريك، ثم تتابعت صعوداً مع المغايرة العاصفة لبيكاسو الإسباني، الذي قام بأول تفكيك منهجي للصورة من خلال المكعَّبات البصرية، وحتى النرويجي “مونش” الذي قال مُناجزاً سلفه سيزان.. قال إنه يرسم ما لا يرى وما لا يعرف، وكأنه بهذا القول يمهد لتعبيرية من نوع جديد، وصولاً لسريالية سلفادور دالي. 
في هذا الأفق الموصول بالتجريد، سنجد أن أعمال الفنانة فاطمة لوتاه، تحضر في متواليات التجريد، بالأبعاد المُتعارف عيلها، بل تزيد على ذلك في ذهابها إلى المفاهيمية البنائية المقرونة بالبُعد الثالث الواقعي. 
هي فنانة ترسم ما ترى وتعرف.. وترسم ما ترى لا ما تعرف .. كما ترسم ما لا ترى وما لا تعرف!، وبهذا تُجسِّر العلاقة بين الأكاديمي والانطباعي والأحدث. 

Omaraziz105@gmail.com 


في الخميس 21 أغسطس-آب 2014 02:19:15 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1688