حتى لايتشظى اليمن
صحافي/احمد غراب
صحافي/احمد غراب
ما يلقاه اليمن من أبنائه في الداخل اشد مما يلقاه من أعدائه في الخارج.
قبل أن تتعلم كيف تستعمل سلاحك تعلم كيف تحب وطنك حتى لا تؤذيه وأنت تظن انك تنفعه .
أي يمن يمكن أن ينتج عن قلوب مختلفة وأجناس متباينة وأهواء متفرقة.
أي مشروع بناء يمكن أن ينجم عن واحد وخمسين بالمائة أمية تعليمية ، وستين مليون قطعة سلاح.
واجبنا جميعا يحتم علينا أن نسعى إلى فك التعقيدات المتشابكة في واقع بلدنا الملبد بغيوم تحمل رياحا عاتية ستعصف بنا وبالوطن.
قديما قال احد الحكماء "ما قيمة الفجر إذا لم نستيقظ"، واليوم نقول "ما قيمة الوطن إذا لم ننقذه".
لمصلحة من يتم تدمير اليمن ؟ وأي فائدة مرجوة من تشظي البلد حتى يصبح في كف عفريت ؟ 
عجبا !!! ألم نتعلم بعد من الدروس السابقة ؟ 
ألم نأخذ العبرة من عاقبة الفوضى والخروج على ولي الأمر بعد كل ما رأيناه من أصناف الحروب والمصائب والانهيارات ؟
فلنحمد الله أن حال بلدنا أفضل من سوريا وليبيا.
نعم هناك تقصير ويجب الإسراع بتشكيل حكومة وطنية لكن لا يجب بأي حال إدخال البلد في نفق المجهول المظلم.
هل صوت الوطن المبحوح وصوت الشعب المجروح قادر على التفوق على ضوضاء الجهل والسلاح والفوضى وتقاسم المصالح ؟!!
إننا جميعا كيمنيين مسؤولون عن أمن وسلامة الوطن وعن مشروع عام يضم جميع اليمنيين.
أين ثقافة الاهتمام بالشعب والنأي عن الفتن والدماء والخراب بين أبنائه.
لم نؤسس بأفعالنا ولا بقوانيننا ولا بسلوكنا ولا بتصرفاتنا ولا بإعلامنا ولا بأحزابنا ولا بحكومتنا ولا بثورتنا لثقافة الاهتمام بالشعب وبالاقتصاد الذي ينهض به أكثر من الاختلافات والصراعات السياسية والحزبية التي تطحنه.
لا يفلح من يفكر إلا بنفسه أو حزبه أو جماعته اقرأوا التاريخ جيدا القوة لا تصنع المجد وإن صنعت فهو مؤقت. 
إنما الإحساس بالشعب وتأمينه والشعور الحقيقي به هو أساس التمكين.
وأعود لأقول نحن جميعاً على سفينة واحدة إذا غرقت يغرق الجميع والركون على القفز إلى القوارب الخاصة وترك السفينة تغرق هو بحد ذاته سبب لغرق أكبر.
إننا الآن أمام مشروعين لا ثالث لهما: 
المشروع الأول واحد يتمثل في جمهورية اليمن الاتحادية.
والمشروع الثاني مثل القنبلة العنقودية مشروع تشظًّ تتفرع منه عشرات المشاريع المناطقية والفئوية وو.... الخ.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين




في الخميس 21 أغسطس-آب 2014 02:21:06 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1690