بصيص ضوء في عتمة المشهد
كاتب/عباس غالب
كاتب/عباس غالب
في الوقت الذي تواجـه فيه اليمن تحديات حقيقية تتهدد حاضره ومستقبله، نجد ثمـة جهود شعبية صادقة تسعى في اتجاه توحيد الاصطفاف الوطني لمحاصرة تلك التحديات وبؤر التوتر المتناثرة هنا وهناك. 
وفي هذا الصدد، يمكن رصد البادرة التي استجابت لها عديد الشخصيات المستقلة والنخب المجتمعية مؤخراً.. وهي إعلان تأسيس الهيئة الشعبية لدعم الاصطفاف الوطني وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني. 
ويأمل المراقبون أن تكون هذه الهيئة الشعبية واحدة من الجبهات التي تعبر عن وحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية تجاه تجنيب الوطن مزيد المخاضات والمحن.. والدفع في اتجاه التعجيل في تنفيذ مسارات ومخرجات التسوية السياسية وعلى نحو لا يعيد الوطن إلى مربعات الماضي. 
وبطبيعة الحال، فإن المرء يأمل أن تكون هذه الهيئة الشعبية المستقلة عنواناً بارزاً على أجندة استحقاقات المستقبل وتحديداً على صعيد ترجمة مفردات مؤتمر الحوار الوطني إلى وقائع ملموسة، فضلاً عن المساهمة في لم شمل الأسرة اليمنية وترسيخ مفاهيم الحداثة والتغيير.. ورفض كل الدعوات العصبوية والمذهبية والطائفية والشطرية.. والاصطفاف سـوياً من أجـل تجنيب التجربة غير المسبوقة في التحول السياسي والديمقراطي مخاطر الفشل والتجريب والذهاب إلى المجهول تحت دعاوى ما أنزل الله بها من سلطان!. 
لقد تابعت مداخلات المشاركين في هذه الهيئة عند تأسيسها.. وأحسست – كغيري – بروح صادقة يملأها الإيمان بإمكانية تجاوز العثرات الراهنة.. والتفاف قوى المجتمع ونخبه الفكرية والسياسية في اتجاه تحقيق هذه التطلعات الوطنية التي ينتظرها أبناء الوطن بفارغ الصبر؛ إنقاذاً له من كوابيس رماد الاحتراب ودخان الفجيعة، بل لقد أكبرت في المتحدثين انحيازهم الكامل لجهود رأب الصدع والحيلولة دون اتساع رقعة التباين وبخاصة في ظروف استثنائية تعيشها تجربة التحول، مما ينذر بالكارثة شئنا أم أبينا. 
ومن المناسب هنا التوقف عند هذه الجزئية المرتبطة بتوقيت إشهار هذه الهيئة، حيث ثمة حاجة ماسة – راهناً – إلى اتخاذ مثل هذه المواقف رفضاً لدعوات العنف وإثارة العراقيل أمام هذا التحول؛ باعتبار أن ذلك يتنافى مع روح الإجماع وجدية الجهود لانتشال اليمن من أسر هذه التحديات واستقرار أمن الوطن واضطراد نجاح تجربته السياسية. 
أخيراً، أتمنى أن تكون هذه البادرة النخبوية بمثابة انطلاقة شعبية واسعة تضم كل اتجاهات الوطن وأبنائه المخلصين لرفض تلك الأصوات الهادفة إلى اعتساف الحقيقة والقفز على الهم الجمعي، سواء جاءت تحت شعارات الظلم أو تحت يافطة الانقلاب، بينما المواطن لا ناقة له في هذه المسميات أو جمل. 


في الخميس 21 أغسطس-آب 2014 02:21:32 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1691