|
وأنا أتابع المشهد الدراماتيكي الحزين الذي فرضته تداعيات الأحداث المؤسفة والتطورات على الساحة الوطنية مؤخراً, لفتت نظري مواقف بعض النُخب الانتهازية التي تتكرّر عند كل أزمـة, تحث على الفتنة وتبرر للقطيعة وتدعو إلى الاحتراب بين مكونات المجتمع, يتلوّنون في مواقفهم عند كل وقت وحين!
بالقطع, أنت تعرفهم يظهرون في الملمات والحروب والأزمات, يقدّمون خطاباً مأزوماً في ظاهره الدفاع عن حقوق الناس, لكنه يخفي في باطنه إثارة النزاعات والاحتقان والضغينة.. لا تجدهم أبداً في تلك المواقف إلى جـانب تعـزيز روح الوفـاق والإخاء وإنمـا يلهثون وراء كل ما يدعو إلى تغذية الخلافات والتباينات بين مكونات المجتمع وقواه السياسية والحزبية وبذلك يحملون معاول الهدم والتخريب في كل اتجـاه.
لعلكم تعرفونهم تماماً, يشتمون الزعامات والقيادات في النهار ويقبضون منهم في المساء, يتجمّلون في صحف الصباح, يلعنون أمريكا والغرب ولا يمانعون البتة في قبول الهدايا والعطايا وحضور حفلات الاستقبال وتلبية دعوات الزيارة لعاصمة العم سام وأخواتها في أريحية تثير في النفس الاشمئزاز لهذه الشخصيات المتناقضة مع نفسها والآخر! لقـد عـاشوا فترة طويلة من التعايش والانسجام مع النظام السابق وعندما دبّ الخلاف بين أركانه وبعض شركائه ركبوا أشرعة المعارضة وذهبوا يدقون أسافين الفرقة والاحتراب وها هم اليوم يتخلّون عن مواقع ومواقف دعم الحوار والتسوية ومسيرة التحوّل السياسي التي انخرطوا فيها إلى مواقع أخرى مغايرة, حيث الحركة الحوثية ومواقفها المعارضة من عملية الاصلاحات السعرية والسياسات الحكومية, سواء اختلفنا أو اتفقنا معها, فإن مواقف بعض هذه الأقلام والأصوات المأزومة تدعو ـ حقاً ـ إلى الحيرة والاشمئزاز في آنٍ واحد, خاصة وهي لا تدافع عن مواقف هذه الحركة أو غيرها إلا من منطلق إثارة الأحقاد والدعوة إلى الاحتراب وبثّ الفرقة والقطيعة بين أفراد ومكونات المجتمع.. وبالطبع, لست بحاجة إلى أن أرشدكم في اتجاه معرفة هذه النخب المأزومه إذ أن المتابع الحصيف يعرفها تمام المعرفة, خاصة وقد انبرت هذه الشخصيات اليوم إلى دق طبول الفتنة التي لعن الله من أيقظها.
في الأحد 24 أغسطس-آب 2014 01:10:35 ص