|
الجديد المُريب على درب الاحتراب العدمي يتمرأى اليوم في اليمن، حيث ينبري بعض فُرقاء الأجندات السياسية القاصرة في رفع شعارات ديماغوجية يبدو في ظاهرها الرحمة؛ ولكن في باطنها العذاب.
فالشعارات المطلبية المرفوعة قادرة على إثبات مصداقيتها عبر المشاركة السياسية الأُفقية المفتوحة للجميع وليس العكس، والقضايا الساخنة يمكن تداولها على مائدة الحوار من خلال شجاعة التنازلات المتبادلة، من أجل الوطن اليماني ومصيره، وليس عبر تأجيج نار الفتنة.
تواجه اليمن هذا التحدّي الكبير، فالشعارات المرفوعة من طرف القبائليين الواهمين، والجماعات الدينية المتطرّفة، تُقدّم نفسها كمشروع إصلاح للأوضاع، متدثّرة بشعارات زاهية، تكشفها ممارسات مغايرة جذرياً لتلك الشعارات، ولعل «الحوثية السياسية» نموذج فولكلوري لمثل هذه الحالة..!!.
فاليمانيون الملتحقون بمتاهة الخطاب الديماغوجي ليسوا في نهاية المطاف سوى رؤوس حراب يتخفَّى وراءها أصحاب المشاريع الصغيرة القابعون في غرف الظلام الخفائية.
أزعم أن المنتمين إلى «الحوثية السياسية» ليسوا جميعاً على كلمة واحدة، وفي هذا كل الخير لهم أولاً وللوطن ثانياً؛ ذلك أن خيار الالتحاق بالعملية السياسية السلمية أجدى ألف مرة من إشعال فتيل حرب لن تبقي أحداً ولن تذر.
يحق للحوثيين وغيرهم من مكوّنات سياسية واجتماعية الولوج إلى المبارزة السلمية الحرّة التي جاءت استتباعاً للتوافق الحكيم والمبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني الشامل؛ تلك المحطّات التي توفّر الضمان الكامل للعملية السياسية في تحوّلاتها ومتغيراتها وآفاقها المفتوحة على كل الاحتمالت البنّاءة.
الحوثيون جزء من الكيان العام لليمانيين القابلين باللعبة السياسية التوافقية، فقد شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني، وأعلنوا أنفسهم حزباً سياسياً، ويحضرون في معترك الجدل الخلّاق لفن الخلاف والاختلاف، وعليهم تبعاً لذلك أن يقبضوا على جمرة الحقيقة الشاخصة مهما بدت غائمة أو غير مرضية لبعض أيديولوجييهم الناتئين.
Omaraziz105@gmail.com
في السبت 06 سبتمبر-أيلول 2014 09:20:04 ص