|
تلقيت دعوة كريمة من الزميل العزيز الإعلامي يسلم مطر مدير قطاع البرنامج الثاني – إذاعة عدن وذلك لحضور فعالية الاحتفال بالعيد الستين لتأسيس إذاعة عدن العريقة والذي صادف السابع من أغسطس المنصرم، حيث ستقام هذه الاحتفالية في 15 سبتمبر الجاري.
والحقيقة، لقد أحسن الزملاء في أسرة إذاعة عدن إحياء هذه المناسبة للتذكير – على الأقل – بريادة اليمنيين في تلك الفترة المبكرة وأيام الاستعمار مع الأسف الشديد بإظهار جانب من موروثهم الثقافي والإبداعي، فضلاً عن قدرة التواصل الحضاري عبر الأثير في وقت لم تكن عديد الدول العربية تحظى بهذا الشرف.
وبالمناسبة فقد كنت في اليابان منتصف ثمانينيات القرن المنصرم في زيارة صحفية ضمن وفد إعلامي عربي .. وبينما كنا في قسم الاستماع بوكالة الأنباء اليابانية، استغربت قول أحد الموظفين هناك بأنهم يستمعون إلى بث إذاعة عدن .. ورغم دهشتي إلاّ أنني أحسست بفخر وسط زملائي الإعلاميين العرب وبخاصة عندما أضاف بأنهم يرصدون المشهد في اليمن والجوار الجغرافي من خلال إرسال إذاعة عدن.
وعودة إلى الحديث عن هذه الفعالية التي تعتبر – في تقديري – مناسبة وطنية وثقافية لا تقل عن أية مناسبة أخرى ، خاصة وأنها تعد بمثابة إحياء للذاكرة الوطنية التي يتوجب استحضارها بين الوقت والآخر وذلك بالنظر إلى ما كنا عليه وما هو عليه الواقع اليوم ، إذ يتطلب الأمر الاهتمام بهذا الدور الريادي لإذاعة عدن وتعزيز دورها الثقافي والإعلامي وتحديداً وسط اختلاط الحابل بالنابل في إعلامنا الراهن الذي بات يشوش الذاكرة الوطنية أكثر مما يقدم مادة إعلامية رصينة تعزز الانتماء وتدعو إلى وحدة الاصطفاف لمجابهة الراهن من التحديات التي تهدد تماسك ووحدة المجتمع.
واذا كانت هذه الاحتفالية التي تذكرنا بعطاء هذا الصرح الإعلامي الذي لا يزال صامداً في وجه الصعوبات والتعقيدات، إنما تذكرنا ـ كذلك ـ بإسهامات القائمين في هذا المرفق الإعلامي الحيوي الذي يستحقون عليه كل التقدير والثناء .. وهو الأمر الذي يتوجب على قيادة وزارة الإعلام النظر إلى الوضع الراهن الذي تعيشه هذه المؤسسة الإعلامية وذلك كجزء من مسؤولية الحكومة في إعادة الاعتبار لمدينة عدن التي تعرضت خلال السنوات الأخيرة لتهميش كبير، أفقدها جانباً من دورها الطليعي لأداء مسؤولياتها الوطنية على أكمل وجه.
وختاماً لا أنسى التنويه إلى الدور المتميز الذي تقوم به إذاعة عدن راهناً في مهامها التوعوية بنجاح مشهود له من خلال برامجها الاجتماعية والثقافية والسياسية .. وهو الأداء الذي يديره نخبة من الإعلاميين المتميزين الذين يسيرون على التقاليد العريقة لجيل الرواد في هذه المؤسسة الإعلامية الرائعة، فلهم منا جميعاً في هذا اليوم قبلة احترام.
في الخميس 11 سبتمبر-أيلول 2014 09:46:35 ص