من يخدش كبرياء صنعاء..؟!
صحافي/عبدالعزيز الهياجم
صحافي/عبدالعزيز الهياجم
أصبح السؤال الأكثر تداولاً بين اليمنيين هذه الأيام هو : كيف تشوف الوضع ؟ إلى أين تتجه الأمور ؟ هل ستقوم حرب في العاصمة صنعاء ؟..الخ . 
وبطبيعة الحال تتفاوت الإجابات بين تلك المتشائمة وأخرى متفائلة بحل سلمي للأزمة في نهاية المطاف ,, وحين يقول لك محلل سياسي باختصار وبكل برود أعصاب «يبدو أن الأوضاع تتجه نحو الحرب» تشعر بصعقة كهربائية وتصبح نبضات القلب أشبه بتلك الموسيقى التي نسمعها مصاحبة لمشاهد مرعبة في بعض المسلسلات و الأفلام . 
عشية حرب 1994 كنت أتساءل بحسرة «معقول ! جاءت عدن إلينا عند قيام الوحدة , واليوم مرشحة لأن تصبح بلدا آخر إذا ما انتصر مشروع الانفصال ,,ولم أتمكن من زيارتها ولو لمرة واحدة ؟؟». 
أما اليوم فإنني أتساءل بألم (هل هناك شخص يمني لديه نوايا شريرة ويسعى إلى إحلال الخراب والدمار بعاصمة ومدينة تاريخية , سبق للآلاف من السياح الأجانب أن مروا عليها وبعضهم يهود وبعضهم مسيحيين وبعضهم لا دينيين , وجميعهم توحدوا في حبهم لهذه المدينة الأثرية وفي استيائهم من مجرد “ «سيخ حديد وكيس اسمنت يخدش كبرياء معالمها الأثرية والتاريخية). 
صنعاء اليوم تحتضن نحو ثلاثة ملايين نسمة , أغلبهم جاءوا من خارج إقليم آزال وتدفقوا إليها على مدى عقود متسلحين إما بالقلم والكتاب والمؤهلات العلمية أو بالمهارات الحرفية والفنية والمهنية , فهل يجوز لأحد أن يحوّل أحلامهم بامتلاك مساكن خاصة في صنعاء إلى كوابيس مزعجة ومخاوف من أن تتحول هذه المدينة الخالدة إلى مقابر جماعية . 
وعندما تفكر جماعة الحوثي في تفجير الأوضاع داخل عاصمة الجمهورية اليمنية فعليها أن تدرك أن الناس لن يصدقوا أن الهدف هو «من أجل عاصمة خالية من الدواعش». 
عليها أن تدرك أنه حين وقعت الثلاثاء والأربعاء اشتباكات في منطقة حزيز بين مسلحيها وجنود نقطة التفتيش العسكري هناك , عاد الكثيرون بذاكرتهم إلى الوراء وتحديداً إلى العام 1948 الذي ارتبطت فيه «حِزيَز» بحادثة اغتيال الإمام يحيى . 
وبالتالي فإن الناس يتساءلون : هل أن هناك مخططا انتقاميا من صنعاء ..وهل تتحول هذه المدينة الجميلة , إلى «مدينة منهوبة» على أقل تقدير؟. 
وحتى لا أغرق في التشاؤم .. فسأسوق مؤشرات أخرى تبعث على التفاؤل , وفي مقدمة ذلك ما نسمعه في خطابات عبد الملك الحوثي الذي بات يعتبر ما يجري ثورة شعب وإرادة شعب ومطالب شعب ,, فالحديث باسم الشعب اليمني وليس باسم عائلة أو سلالة , ربما يقود الى صياغة وعي جديد لدى الجماعة وقيادتها ورموزها ,,وعي يتمثل في أن قبول الشعب بهم لا يمكن أن يتم بدون قبولهم بهذا الشعب ..وبمعنى أوضح عندما لا ينطلقون من شعور بأنهم سادة الناس وباقي الشعب مجرد عبيد أو مواطنين من الدرجة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة , فيمكنهم حين ذاك أن يحملوا هموم الشعب ويتصدروا مطالبه . 
alhayagim@gmail.com 


في الجمعة 12 سبتمبر-أيلول 2014 02:28:31 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1787