لا مكان للأحلام في الحرب
كاتب/فتحي أبو النصر
كاتب/فتحي أبو النصر
الحرب أحقر وأفظع وأشنع تجليات البشر على وجه الأرض.. إذا ما تقررت من قبل طرف، لابد أن تجد الأطراف الأخرى نفسها في خضم استجلاباتها ومصائبها وشرورها التي لا تنتهي .. ثمة معتوهين يفلسفون الحرب كضرورة للأسف ويحرضون عليها، بينما الحرب هي العامل الأساس في تشكيل المستقبل غير السوي .. إنها تقضي على القانون والحب والتعايش وتحول الجميع بإرادتهم أو بغير إرادتهم إلى مجرد وحوش مرعبة ..إما أن تكون قاتلاً أو مقتولاً. تلك ما تقرره الحرب، إنها الحيز الوحيد للأوغاد لتحقيق المكاسب والمصالح فقط .. الذل والانكسار والهلع للأبرياء .. وأما في الحروب الأهلية بالتأكيد لا ينتصر الشعب، يصير الشعب وقوداً لأغراضها الجهنمية كما يقول التاريخ، أنها صدمة الشعب بنفسه، الأداة التي لا تمت للعقل بصلة، أمراضها النفسية بلا شفاء و أهوالها تلاحق الجميع، اغتيالات، اعتقالات، اختطافات، كمائن، تفجيرات انتحارية، مجازر، إنها التهديد الأعلى للهوية الوطنية، وبالتالي تصعب أكثر فأكثر عملية السلم والمصالحة، ثم في الحرب تلمع الكوابيس في منامات الشعب فقط، إذ لا مكان للأحلام في الحرب أبداً. 
fathi_nasr@hotmail.com 


في الثلاثاء 16 سبتمبر-أيلول 2014 09:14:27 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1799