الوطن .. بين المصالحة والتثوير
كاتب/يونس هزاع حسان
كاتب/يونس هزاع حسان
ليس هناك فرق واضح أو كبير بين جماعات تتحرك بقوة السلاح لتنفيذ مشروعها مستفيدة من فراغ وحالة إرباك فترة انتقالية طال أمدها.. وبين قيادات شاخت وتخشبت تستميت في التمسك بمواقعها الحزبية والتنفيذية، فهي لا تتفاوض لكنها تساوم لتمديد إقامتها أكبر فترة ممكنة.. وبين هذا وذاك يتيه المواطن البسيط في وعيه واحتياجاته التي يزايد عليها الجميع، ويظل متطلعاً إلى من يسعفه بجرعة احترام لوعيه، ومعدته الخاوية.. 
هي الجمهورية والوحدة والديمقراطية أيضا تحطمت كثوابت في تفكير المواطن اليمني لتتحول إلى مساحه في احتياجاته .. إلى أي مدى يمكن أن تحقق له الإشباع.. ويأتي احتياجه للأمن ليتصدر دائرة قلقه وعذابه اليومي فلا شيء يسكنه مثل شعوره بالخوف على ما تبقى له من وطن ؟؟.. 
بأي ترمومتر يمكننا قياس درجة وطنية أي حزب أو جماعة؟ أهو بقدر تغنيه/ تغنيها الكاذب بالمنجزات أو بالفعل الثوري .. أم بالثوابت التي تتلاشى تدريجيا ويحل محلها قيم مدمرة من الكذب والمكاذبة التي باتت تطبع الخطاب السياسي والإعلامي للفرقاء دون استثناء ؟؟ . 
  في هذه الظروف لابد من تحكيم العقل والعقلاء، والحكمة والحكماء للخروج من دائرة الاستنزاف والصراع، والاتجاه فورا نحو المصالحة والاصطفاف الوطني ضد الإرهاب، ومن أجل استكمال بناء الدولة اليمنية الاتحادية. 
  صحيح أن التضحيات والدماء التي أزهقت ومازالت تزهق تستحق أن نبحث عن المتسبب فيها ومحاسبته ومعاقبته ... وهي دماء يمنية من كل الأحزاب والمناطق. 
 وهي ليست فقط دماء جامع النهدين، أو دماء جمعة الكرامة، أو ساحة الحرية.... إنها أيضاً دماء شهداء ميدان السبعين، دماء شهداء كلية الشرطة، دماء شهداء مجمع العرضي، دماء شهداء الاغتيالات من قيادات عسكرية ومدنية ، دماء السواح والديبلوماسيين.. دماء ضحايا الصراع القائم بين الميليشيات المسلحة.. 
 وسيستمر مسلسل الدماء ( أو حنفية الدماء) في الاستنزاف، ومعها الإمكانيات مالم يتم توقيف هذا النزيف ولا سبيل لذلك غير المصالحة الوطنية. . يجب أن نكتفي بما جرى من استنزاف، ولتبدأ المصالحة، بعد المصارحة.... وهذه ليست دعوة جديدة لكنها هي أيضا جزء من متطلبات المرحلة الانتقالية ( والعدالة الانتقالية) التي تقتضي جبر الضرر، والتسامح، ومغادرة مربعات الماضي الدموي والمأساوي المأزوم. 
 المصالحة ليست موجهة من طرف ضد الطرف الآخر أو من أطراف ضد طرف فهذه ليست مصالحة وإنما تصفية حسابات.. المصالحة الحقيقية هي تنازلات مشتركة من الجميع في سبيل مصلحة الجميع التي هي في المحصلة مصلحة الوطن ككل. 
Unis2s@rocketmail.com

في الأحد 21 سبتمبر-أيلول 2014 07:07:07 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1811