|
- اليمن بلد يمشي بلا قدمين ويبكي بلاعينين ، ويريد أن يطير بلا جناحين.
بلد كان يسمى مقبرة الغزاة وصار اليوم مقبرة " الشقاه " فيا أسفاه ويا حر قلباه على هذا الشعب الشاقي أحمد غراب -
اليمن بلد يمشي بلا قدمين ويبكي بلاعينين ، ويريد أن يطير بلا جناحين.
بلد كان يسمى مقبرة الغزاة وصار اليوم مقبرة " الشقاه " فيا أسفاه ويا حر قلباه على هذا الشعب الشاقي أن صاح ما أحد يسمعه وإن سكت ما أحد يرحمه.
إنه الشعب الوحيد في العالم الذي سقط سهوا ، دفنوه حيا في مقابر صراعاتهم ، وطحنوه في مغامرات تصفيات حساباتهم .
كلما حرك اليمن قدميه وحاول أن ينهض ضربوه واقعدوه مرة أخرى
أطراف ليس من مصلحتها وجود حكومة قوية وجيش مسيطر وشعب واع.
أحاول جاهداً كمواطن يمني أن أقنع نفسي أن صوت الوطن المبحوح و الشعب المجروح قادر على أن يتفوق على ضوضاء الجهل وغوغاء السلاح وفوضى المصالح والنفوذ.
ألم تعلموا أن ثلاثة أرباع اليمنيين يموتون بنيران صديقة؟
حزين لأني أعيش في بلد يتم فيه إغلاق المدارس وفتح المتارس ويستخدم فيه الشعب كدرع بشري.
كما لو كان هذا الشعب مصنوعا من مطاط بنظر المتصارعين ، كما لو كان كل ما يحدث من حوله ألغاز لا يجب أن يفهمها ؟
لم نؤسس بأفعالنا ولا بقوانيننا ولا بسلوكنا ولا بتصرفاتنا ولا بإعلامنا ولا بأحزابنا ولا بحكومتنا ولابجماعاتنا ولا بثوراتنا لثقافة الاهتمام بالشعب ولهذا حلت على البلاد لعنات الصراعات الفردية والطائفية والقبلية والحزبية لأن الشعب ليس سوى ميدان يتصارعون به لكنه خارج كل الحسابات.
واقع الحال يؤكد أنه لا مسؤولية أخلاقية أو وطنية أو حتى دينية فضلا عن الحكومية إزاء هذا الشعب الجميع يتحدثون باسمه والجميع يرعبونه ويرهبونه ويشردونه ويقسمونه .
زمان كان المسلحون يرتدون دروعا واقية للرصاص ، اليوم صاروا يرتدون شعوبا ويتخذون من المناطق السكنية المزدحمة دروعا بشرية وصاروا يرمون القذائف يمينا وشمالا وكأنهم يرمون بطاطا أو طماطا أو ماشابه.
الحروب في اليمن لا تشتعل فقط في فوهات المدافع والبنادق والأسلحة الثقيلة وإنما تشتعل أكثر في القلوب والأفكار وهذا ما يجعلها تستمر.
السؤال الذي يجرح نفسه : كيف نعيش معا تحت سقف سماء وفوق تراب أرض في بلد لا تجف فيه الدماء ؟ ومتى تنتهي دائرة تصفية الحسابات ؟
ومتى نشاهد الحلقة الأخيرة من سلسلة مسلسلاتكم داحس والغبراء وتوم وجيري ؟!
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين .
في الإثنين 22 سبتمبر-أيلول 2014 07:32:05 ص