هل تنفرج الأزمة كلّياً..؟!
كاتب/عباس غالب
كاتب/عباس غالب

لا أخفي تشاؤمي مع عديد المواطنين من إمكانية دخول اليمن في أتون حرب مدمّرة ما لم يلتقط اليمنيون الفرصة الأخيرة لإنقاذ أنفسهم من هذه الخاتمة المؤسفة لجهودهم التي تواصلت خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة من أجل وضع صياغة مشروع وطني متكامل لإعادة صياغة بناء الدولة على أسس الشراكة والحرية والمساواة.
إن بواعث هذا التشاؤم هو السباق المحموم بين تداعيات المشهد الأمني المتدهور وجهود التسوية السياسية يرمي بظلال سلبية على أفق هذه التسوية, خاصة أن ثمة صعوبات تواجه معالجة تداعيات الأوضاع الأمنية حول وداخل العاصمة صنعاء.
وفي الوقت الذي تتدحرج فيه كرة الثلج وإمكانية ذهاب اليمنيين إلى مخاطر الاحتراب وبخاصة أن المراقب لم يلمس من قبل هذه القوى المتصارعة قدراً من المسؤولية واستيعاب حجم وخطورة الذهاب إلى هذا المنحى على حاضر ومستقبل الوطن، وبالتالي ضرب وجوده وكينونته أسوة بالحالة المؤسفة في العراق وسوريا وحالياً في ليبيا.
وعلى الرغم من حالة التشاؤم القائم؛ فإن ثمة أملاً في أن يعود الفُرقاء إلى صوت العقل والاحتكام إلى لغة الحوار وبحيث يعملون جدّياً على نزع فتيل الأزمة التي تنذر بكارثة حقيقية وخطيرة على أمن اليمن والمنطقة على حدٍّ سواء.
ولا شك أن أي جهود لنزع فتيل الأزمة لا يمكن أن تؤتي ثماراً يانعة مالم تكن ثمة رغبة حقيقية من قبل الأطراف المعنية في التوصل إلى القواسم المشتركة التي يمكنها أن تضع حلّاً سلمياً لمجمل الاختلافات.
ولابد قبل كل ذلك من ضرورة التعامل بالحكمة المعهودة وبالمسؤولية الوطنية؛ وصولاً إلى هذه القواسم، وذلك من خلال تقديم التنازلات المتبادلة التي لن يخسر فيها طرف طالما سينتصر الوطن.

"الجمهورية"

في الثلاثاء 23 سبتمبر-أيلول 2014 08:13:07 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1823