|
طلب الرئيس هادي الثلاثاء أثناء اجتماعه بالهيئة الوطنية ومجلسي النواب والشورى من الشعب الصابر أن يصبر المزيد، دعانا إلى عدم السماح لليأس أن يدخل إلى أعماقنا وأن نهدم ما بنيناه منذ ذهبنا للانتخابات الرئاسية في فبراير 2012 إلى اليوم في أيام معدودة.
علينا في هذه اللحظات أن نقف وقفة جادة لمعرفة أين وصلنا اليوم وما الذي حققناه خلال الثلاثة أعوام الماضية. فمنذ 2012 استطعنا أن نغرس في ثقافة اليمنيين فكرة التغيير السلمي في السلطة، وأن نزرع فيهم أمل الوصول إلى يمن جديد ودولة مدنية حديثة على مبدأ الشراكة والمواطنة المتساوية.
وأنجزنا بنجاح مؤتمراً للحوار الوطني الشامل وتغلبنا برغم الصعوبات المهولة والاغتيالات على كل محاولات إحباط العملية الانتقالية، وخرجنا بوثيقة جميلة لتكون أساساً للدستور الجديد.
إلى هنا ويمكن اعتبار اليمن نموذجاً ناجحاً بل إن العالم بأكمله بارك لليمنيين تجربتهم، ووصفها بقصة النجاح الوحيدة لدول الربيع العربي.
ولكن منذ يوم اختتام مؤتمر الحوار الوطني في 25 يناير 2014 ونحن نتخبط.
توقفت العملية السياسية وحل محلها العنف والمؤامرات وتدريجياً بدأ الجميع يفقد ثقته بالمرحلة الانتقالية برمتها.
في كلمته يوم الثلاثاء قالها الرئيس علانية: كانت اليمن ضحية مؤامرة إقليمية تعدت حدودها ومحاولة انقلابية تم امتصاصها وتحجيمها وتحويلها إلى اتفاق سلمي مبني إلى حد كبير على المبادرة الخليجية ووثيقة مؤتمر الحوار الوطني.
بكلمات قليلة حاول الرئيس أن يعيد لنا الثقة بالعملية السياسية وهو مدرك للإحباط والشك الذي انتشر في الشارع اليمني، بل إن الرئيس هادي اعترف بأن الواقع اليوم يبدو قاتماً ويبدو كأنما حدثت صفقات مشبوهة على حساب الوطن، وناشدنا بصوت مختلج بأن نستمر في مساندة العملية السياسية الانتقالية واعداً بأن الدولة سوف تستعيد هيبتها قريباً.
أنا شخصياً لن أسحب ثقتي من الرئيس هادي ولا من العملية السياسية بشكل عام لأنني لا أرضى بالبديل الذي أعرف تماماً من يدعو إليه ولماذا.
ولكني في نفس الوقت لا أستطيع إلا أن أحكّم عقلي الذي يرفض أن يُترك في الظلام ولن أستجيب لمن يطلب مني الإيمان المطلق بأن ما يحدث سوف يخدم اليمن في نهاية المطاف.
لأنه حتى رب العالمين عندما أمر البشر بأن يعبدوه أرسل إليهم بالرسل والكتب وطلب منهم النظر في آياته واستخدام عقلهم قبل أن يؤمنوا لكي يكون إيمانهم عن بصيرة وقناعة لا عن اتباع أعمى... وأنا لست تابعة ولا عمياء...
وبينما يطلب مني الرئيس هادي ومن كل اليمنيين مزيداً من الصبر والثقة، أنا أطالبه بمزيد من الوضوح والدلائل التي تدعم وعوده لنا لنستمر في اعتباره قائدنا الأعلى الذي انتخبناه ووثقنا به.
yteditor@gmail.com
في الخميس 25 سبتمبر-أيلول 2014 08:42:19 ص