عيد الشقاة العالمي ..!
صحافي/صقر المريسي
صحافي/صقر المريسي

كان للعمال عيد يحتفلون به ويفرحون بقدومه عندما كان الكل يعملون ، اما اليوم وقد سيطرت البطالة على معظم شعوب المعمورة فلم يعد عيد العمال يحمل معه تلك الفرحة التي الفها الناس واعتادوا عليها.
وذلك لان المعايير تغيرت بشكل سلبي فما بين انتشار البطالة وتنوع طبقات العاملين واختلاف المسميات تكمن المشكلة ولو اننا سألنا احد العاملين مثلا في احدى المؤسسات الحكومية او القطاع الخاص ( هل انت عامل ؟ ) لاجاب بالنفي القاطع لانه اصبح يحمل مفهوما اخر عن العامل فالعامل في نظره هو الشاقي المسكين البسيط الذي يحمل عدته بيده او يقف من غير عدة في الجولات وعلى ناصية الشارع باحثا عن عمل متلهفا للحصول على قوت يومه .
اذا فالعاملين في المؤسسات الحكومية والخاصة اصبح لديهم ثقافة انهم موظفين وما دون مستواهم تأتي طبقة العمال لكن هذا الموظف لا يتردد ابدا في يوم عيد العمال العالمي من اخذ دور العامل والحصول على الاجازة والمكافأة والتكريم ناهيك عن موضة هذا العام في قيام بعض المرافق والشركات في ارسال موظفيها باسم عيد العمال في نزهات الى عدد من المناطق السياحية في اليمن .
من خلال ما ذكر نكتشف ان ذلك الموظف الذي يستحي طوال العام من كلمة عامل لا يتردد ولا يستحي اطلاقا من الاستحواذ على عيد العمال بكل تفاصيله ويبقى العمال الحقيقيون الذين نسميهم بلغتنا الدارجة (( الشقاة )) وهي كلمة مأخوذة من الشقاء والتعب والمعاناة يبقون خارج اللعبة وهذه حقيقة فقد اصبح العامل الذي نعرفه لا يحمل من العمل سوى الاسم فقط ولكنه في الحقيقة عبارة عن بطالة مقنعة .
وهذا النوع من العمال لا عيد محدد له ولا نستطيع ايهامه باننا نحتفل بعيده حيث لا احد يكرمه ولا احد يكافئه ولا احد يبعثه في هذا اليوم في نزهة بل انه ربما يعود في مثل هذا اليوم الى بيته خالي الوفاض لا يملك قوته ولا قوت اطفاله ولسان حاله يقول بأي حال عدت يا عيد .
هذا النوع من العمال ليس ثمة شيئ متاح له من مباهج عيد العمال سوى الاجازة وهذه بالذات قد ملها واصبحت كابوسا يؤرقه ويؤرق اسرته لكثر ما تمر عليه الاجازات معظم ايام الاسبوع وربما جميعها وهو لا يجد عمل يسترزق منه قوته وقوت اسرته ، ولو اردنا ان نجعله يعيد فعلينا ان نسعى جاهدين للقضاء على بطالته من خلال ايجاد عمل ثابت يقتات منه وتقتات اسرته وكما يقال ( الشاقي عيده يومه ) .


في السبت 01 مايو 2010 05:33:09 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=184