عن دور «الإخوان» في اليمن..؟!
كاتب/عباس غالب
كاتب/عباس غالب
وأعني بكلمة «دور» في هذه الكلمة عمّا إذا كان قد حال الحول على الإخوان المسلمين في هذا البلد بعد أن وجّهت إليهم ضربات موجعة في مصر والعراق، فضلاً عن بدء انهيار الأجنحة العسكرية لهذا التنظيم داخل سورية وليبيا وبخاصة إثر توجيه دول التحالف الجديد ضربات عسكرية متواصلة ضد تنظيم «داعش» في هذين البلدين الشقيقين. 
وفي هذا الصدد، لست أعتبر أن الأحداث المؤسفة التي جرت مؤخراً بين جماعة «أنصار الله» والجناح العسكري لتنظيم الإخوان في اليمن تكاد تكون أشبه بما يجري في المنطقة على الرغم من تناغم التوصيف بين الحالة اليمنية التي تشبه كثيراً حالة العداء المتصاعد لـ«الإخوان» في دول المنطقة. 
من وجهة نظري المتواضعة أن ثمة خيطاً رفيعاً يفصل بين التيار الأصولي الذي تعبّر عنه القيادات الإخوانية وبين الجناح العسكري الذي لم يكن ذا صلة واضحة وحقيقية فيما يتعلّق بأفكار ومنطلقات التنظيم إلّا من حيث إنه كان بمثابة غطاء تتستّر خلفه هذه القيادات للحصول على المزيد من الامتيازات وتوسيع سيطرتها على الثروة والتحكم في القرار داخل اليمن. 
وأياً كانت التحليلات فإن ثمة حاجة ماسة اليوم في الوطن إلى تناسي خلافات الماضي والعمل سوياً من أجل إعادة بناء اليمن واستكمال ملامح تجربته السياسية وبخاصة بعد أن تم تحييد مراكز القوى العسكرية عن اتخاذ القرار؛ وذلك إثر التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية بين مختلف المكوّنات السياسية من جهة وجماعة «أنصار الله» من جهه أخرى.. وفي هذا الإطار ينبغي ألّا ننسى إشكالية جوهرية تعترض مسيرة استكمال الانتقال السلمي وبناء الدولة اليمنية الاتحادية الحديثة، وهو الأمر الذي يتطلّب من هذه القوى تأكيد التسليم بأهمية العودة إلى حاضنة الدولة حتى تتمكن من فرض هيبة النظام والقانون على الجميع سواسية وبما يعني ذلك تسليم هذه التنظيمات والجماعات أسلحتها المختلفة إلى الدولة والعيش تحت ظلال سيادتها أسوة بباقي دول العالم. 
أما إذا كان الأمر لا يعدو عن كونه تصفية؛ فإن المسألة لن تستقيم وستذهب بالتجربة والوطن إلى متاهات خطيرة، وعندها سينطبق علينا القول العربي الشائع: «وكأنك يابو زيد ما غزيت»..!!. 


في الأحد 28 سبتمبر-أيلول 2014 09:52:39 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1848