|
يحظى الرئيس عبدربه منصور هادي بثقة الداخل والخارج على حد سواء، وهذا ما تبيّن جليّاً في الاصطفاف الشعبي وتأكيدات المجتمع الدولي على دعم شرعية قيادتة للفترة الانتقالية التي يمر بها اليمن وصوابية الإجراءات والسياسات التي يتخذها.
ومن الطبيعي أن هذه الحقائق قد تجد من يعارضها لاعتبارات مختلفة، لكنها لا تغيّر من واقع الأمر شيئاً، خاصة لجهة الإجماع على أن الرئيس هادي يمثّل شوكة الميزان في هذا الظرف الاستثنائي الدقيق والحسّاس من تاريخ اليمن المعاصر.
وانطلاقاً من هذه الحقائق؛ فإن الأمر يتطلّب استجابة فاعلة وإيجابية لكافة القوى السياسية على الساحة الوطنية والتكاتف مع قيادة الرئيس هادي والعمل سويّاً من أجل إخراج الوطن من هذه الدوامة التي يمر بها؛ وذلك من خلال الإسراع في ترجمة مضامين التوافقات الوطنية التي أكدتها مخرجات الحوار الوطني؛ وتحديداً اتفاق السلم والشراكة الذي وُقّع مؤخراً بين مختلف القوى السياسية بما في ذلك جماعة «أنصار الله» التي أصبحت عملياً جزءاً من هذه التسوية.
لقد أثبت الرئيس عبدربه منصور هادي خلال الأزمة الأخيرة تحلّيه بقدر كبير من الحكمة والتعامل مع المستجدات التي فرضها احتدام الصراع بين الأجنحة المتصارعة وعلى نحو الخصوص ما حدث داخل أمانة العاصمة بروح حريصة ومسؤولة على تجنيب التحوُّل السياسي مغبة الانهيار، وبالتالي مخاطر سقوط البلد في متاهات الاحتراب الأهلي.
وتجاه مختلف تلك التحديات ضرب الرئيس هادي مثالاً يحتذى في اعتماد المرونة والحكمة لامتصاص إفرازات الواقع الداخلي الذي ظل محتدماً وخطيراً على مدى العقود الثلاثة المنصرمة.
ولا شك أن الواقع الجديد الذي برز بصور سلبية متعدّدة يتطلّب قدراً من المسؤولية الوطنية لدى مختلف المكوّنات الحزبية والمجتمعية للتفاعل جدياً في تنفيذ مختلف مضامين التوافقات السياسية، والبدء بالإجراءات ذات الصلة بقيام الدولة اليمنية الاتحادية المتطوّرة وعلى نحو يساعد الجميع على الخروج من شرنقة التجاذبات وطموحات بعض الأطراف للانقضاض على الدولة أو محاولتها تفريغ تلك التوافقات من مضامينها الحقيقية.
في الإثنين 29 سبتمبر-أيلول 2014 07:02:11 ص