من ينتصر لليمن ؟!
صحافي/احمد غراب
صحافي/احمد غراب
إذا كان كل طرف أو حزب أو جماعة يسعى إلى الانتصار لنفسه فمن الذي ينتصر لليمن ولهذا الشعب المغلوب على أمره ؟!
أليس من الجنون أن تتعاركوا باليمن وهو على شفا جرف هار ؟ 
اندلاع الحروب والصراعات في دول مثل العراق وليبيا تمتلك ثروات نفطية هائلة وعدد سكانها قليل مقارنة بما تملك وبالتالي يمكن تجاوز آثارها اقتصاديا فيما بعد أما في دولة مثل اليمن أكثر من نصف سكانها فقدوا القدرة على شراء القوت الضروري وثروته النفطية محدودة والسياحة مفقودة والقطاعات الإنتاجية السمكية والزراعية وغيرها أصبحت في حالة شلل تام بعيدة عن أي تحديث أو تطوير فعلام تركنون ؟ وهل هو انجاز أن تخربوا بلدكم ثم تتناحرون على خرابه ؟!
من أفواهكم ندينكم ، تقولون إنكم تطالبون بتنفيذ مخرجات الحوار فما الداعي للأسلحة والدمار إذن ؟
تقولون إنكم تريدون مصلحة الشعب وأنكم خرجتم لرفع الضرر عنه فلماذا كل هذا العبث الناجم عن المظاهر المسلحة التي اقلقت أمن الناس ؟ ولماذا تستدعون للبلد صراعات داخلية وخارجية هو في غنى عنها ؟ 
انكم تجعلون من اليمن جحيما للشعب اليمني وليس هذا فحسب بل أن العالم يجد ذريعة للتدخل في اليمن ابعد مما يمكن أن تتصوروا تحت ذريعة أن خراب اليمن خطر على المنطقة والعالم بأسره باعتباره يقع في منطقة جغرافية بالغة الحساسية.
انتشار السلاح هو جريمة اليوم وكل يوم في اليمن ، والجريمة الأكبر تجذير غياب الدولة وإضعاف الجيش 
وتدمير معنويات شعب بأكمله بالنهوض والتغيير الحقيقي.
كيف تحول اليمنيون من الحلم إلى الكابوس ؟ لقد ناموا واستيقظوا على يمن جريح في شدة إرهاقه ينزف وبدلا من إيقاف نزيفه يتم استنزاف ما تبقى من حياة في عروقه ؟
تحولت كل احلامنا إلى كوابيس لأن اليمن ضحية للمسلحين ولأنه لأصوت يعلو على صوت الرصاص ولأن الديموقراطية والتنمية الاقتصادية والسلام الأهلي بين اليمنيين ومع جيرانهم القريب والبعيد لايمكن أن تعيش في واقع موبوء بالعنف والدمار والفوضى.
بعيدا عن الجدليّة والفكر العدواني والانغلاق الحزبي والطائفي والتدخلات الخارجية أمام الجميع فرصة تاريخية للمشاركة في عملية ديمقراطية انقاذية وطنية مسؤولة لاتستثني أحدا هدفها النهوض باليمن والخروج بها من النفق المسدود.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي 
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين 

في الإثنين 29 سبتمبر-أيلول 2014 07:04:05 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1856