الشعب يريد اضحية العيد
صحافي/احمد غراب
صحافي/احمد غراب
في الطريق إلى سوق الماشية استعدت ذكريات خرفان زمان أيام كان الخروف خروف والريال ريال ، كان وزن الخروف ‏‏يعادل وزن الفيل الهندي الصغير وصوفه كثيف تقول بطانية "أبو ‏تفاحة"، وعلى رأسه قرنان يلمعان كالجنابي ‏الصيفاني لا أقول الصينية ، وكنت تجد الخروف صحيح فصيح كالجنيه الاسترليني يبعبع بصوته ملان الحارة ، ويكر ‏ويفر كحصان شارد. ‏
حين وصلت لسوق الماشية شعرت منذ الوهلة الأولى أنني ادخل سوق دجاج لا خرفان وبدا لي وكأن هذه الخرفان مساجين لم يروا الضوء منذ سنوات طويلة ويبدو الله اعلم أنها تعاني أيضا من لين العظام فهي تمشي وهي تعرج.
فتشت وفتشت كثيرا حتى وقع نظري على خروف وبدا لي انه أفضل الموجود اقتربت منه فبدا لي جامدا كأنه أسير حرب، صوته مبحوح وكأنه ‏أجرى عملية لوزتين، قدماه ترتعشان وكأنه جاء من ‏الصومال إلى اليمن سباحة، صوفه منتوف وكأنه ‏خارج للتو من "مضرابة " في سوق قات.
قلت في نفسي الحاصل ولامابش ، ظل خروف ولا ريش دجاج ، فاقتربت وسألت البائع بكم ؟ 
فقال : سبعين الف ريال ، وأنا الذي خرجت من البيت وفي جيبي أربعين الف ريال وتخيلت أني سأعود وبيدي قطيع من الأغنام يبدو انني فقدت ذاكرتي بالواقع الذي وصلنا إليه لكني بينما مازالت ذاكرتي فل عن كل شيء زمان بدليل أنني أتذكر جيدا خروف زمان، الذي كان ‏ينطح أكبر عفط منا فيصبطه في ظهر الجدر، من ‏خروف اليوم الذي ينطحه طفلك الصغير ويمسكه ‏من سبلته وكأنه يلعب بـ"وطف"!؟ ‏
‏ كان لخروف العيد زمان عدة فرحات: فرحة عند ‏شرائه، وفرحة عند لقائه بعد هروبه، وفرحة بعد ‏ذبحه، وفرحة عند توزيع اللحم للفقراء، وفرحة عند ‏طبخه، وفرحة عند اشتعال التنافس بين أفراد ‏الأسرة: ناس يسأل عن الفخذ وناس همهم في الكبد ‏وناس من أنصار اللحم الصغار وآخرون من حزب ‏المندي... ‏
باختصار شديد ، معاش اكبر موظف ما يكفي قيمة خروف ، والحج لمن استطاع إليه سبيلا ، والخروف أيضا ، واليمن الجديد أيضا لمن استطاع إليه سبيلا مالم فكل واحد يغير نفسه وكل واحد يصلح نفسه والبلاد ستصلح.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي 
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجمع أموات المسلمين.

في الأربعاء 01 أكتوبر-تشرين الأول 2014 08:12:06 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1866