|
بعد التطوّرات الأخيرة التي شهدها البلد وخصوصاً العاصمة صنعاء التي زحف إليها الحوثيون سلمياً قبل أن يدخلوا في مواجهات أفضت إلى انتصارهم, وللأسف انهارت مؤسسات عسكرية ومدنية وشهدنا نهباً لسلاح ثقيل ومتوسط لا ينبغي أن يصبح في أيدي قوى سياسية, أقول إنه بعد تلك التطوّرات لاحظنا رد فعل سياسي وإعلامي من الأشقاء في المملكة اتسم بارتباك واضح وحالة فزع من النتائج القادمة لتلك التطوّرات وتأثيراتها على الجارة الكبرى.
أحد الكتّاب السعوديين استهل مقالته بعبارة منسوبة إلى قيادي إيراني ونصها “الحوثي صار الآن سيد اليمن وسيصبح سيد الجزيرة العربية، وهو السلطان الجديد للبحر الأحمر بعد بروز سلطان البحر الأبيض المتوسط حسن نصر الله”.
ولأن الخوض في تحليل لمضمون تفاصيل تلك المقالات والآراء التي عبّر عنها الأشقاء ـ وهي كثيرة ـ يحتاج إلى كتاب أو كُتُب, فسأكتفي بالإشارة هنا إلى خلاصة ذلك الفزع والإجماع على أن الخطر الإيراني أصبح يحاصر الخاصرة الجنوبية للمملكة ويمتد للسيطرة على ممر مائي مهم هو البحر الأحمر ومضيق ملاحة عالمي هو باب المندب.
ولفت نظري أكثر تركيز البعض على أهمية أن تبحث المملكة عن حلفاء جدد في اليمن لمواجهة الحوثي, حلفاء ليس من بينهم آل الأحمر أو الإخوان أو صالح.
ومن وجهة نظري ونظر الكثيرين فإن تجربة عقود من التحالفات التي أقامتها الجارة الكبرى مع قوى بعضها قبلية وأخرى دينية سياسية وثالثة عسكرية تجعل من الأهمية بمكان أن يدرك الأشقاء في المملكة أن خير وسيلة لمنع أية قوى إقليمية من التغلغل في اليمن وأيضاً للتصدّي لخطر قوى داخلية تعمل لمصلحة تلك الأطراف الإقليمية يكمن في إيجاد تحالف متين ومباشر مع الشعب اليمني ومع المواطن اليمني البسيط وليس مع مراكز قوى استفادت مادياً وفي النهاية انهارت أمام قوى صاعدة بفعل الترهُّل والفساد وتراكم المظالم.
من البدهي أن يعيش الأشقاء كل هذا القلق وهاجس الخوف من تبعات السيطرة على العاصمة اليمنية؛ فهم يدركون أن اليمن عمق أمني للمملكة ولمنطقة الجزيرة والخليج, لكن من غير البدهي أن يظل كل ذلك التجاهل لحاجة هذا البلد الماسة لإنقاذ اقتصادي وتنموي يجعله محصناً ضد أي مشاريع خارجية مشبوهة تستغل ظروفه المعيشية الصعبة وتستغل إحساسه بالغبن جرّاء عدم التفات أشقائه وجيرانه الأغنياء إلى حجم معاناته.
إذا أراد الأشقاء ردع المشروع الإيراني في اليمن والتصدّي للخطر القادم؛ فعليهم بسلاح ناجع وفعّال يتمثّل في انتشال هذا البلد من واقعه المعيشي المرير عبر تقديم المساعدات والمشاريع اللازمة، وقبل ذلك عبر منح مواطنيه الحصة المستحقة في سوق العمل السعودي أولاً والخليجي ثانياً.
alhayagim@gmail.com
في السبت 04 أكتوبر-تشرين الأول 2014 09:04:58 ص