ماذا يحاك لليمن ؟
صحافي/احمد غراب
صحافي/احمد غراب
 - تكليف الرئيس هادي للمهندس خالد محفوظ بحاح بتشكيل حكومة «توافق وطني» يمثل تنفيذا لبند آخر من بنود اتفاقية السلم والشراكة التي تم توقيعها مع الحوثيين بعد قرار تخفيض الجرعة الذي سبقه.أحمد غراب - 
تكليف الرئيس هادي للمهندس خالد محفوظ بحاح بتشكيل حكومة «توافق وطني» يمثل تنفيذا لبند آخر من بنود اتفاقية السلم والشراكة التي تم توقيعها مع الحوثيين بعد قرار تخفيض الجرعة الذي سبقه.
ضغط هائل مارسه الحوثيون على الدولة لتنفيذ ما اشترطوه فيما تم الاتفاق عليه ومع تكليف بحاح وموافقتهم عليه تنتقل الكرة الى ملعبهم لتنفيذ ما وقعوا عليه في الملحق الأمني لاتفاقية السلم والشراكة والشروع في إزالة كافة المظاهر المسلحة من شوارع العاصمة تمهيدا لعودة مظاهر الدولة ومنح الحكومة الجديدة فرصة لتسيير أعمالها والقيام بمهامها.
اليمن تقف الآن أمام طريقين لا ثالث لهما :
الأول : المضي في مشروع اليمن الاتحادية الذي تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اتفاقية السلم والشراكة وعدم ترك الوضع معلقا في صنعاء ومباشرة الحكومة الجديدة لمهامها في حفظ الأمن والاستقرار واستعادة عافية البلد الاقتصادية واخراج البلد من حالة الارتهان الخارجي والمأزق الداخلي المتمثل بالفوضى المسلحة وفرض الدولة سيطرتها بما يحول دون الفراغ الذي يثير شهية الجماعات المسلحة المتصارعة على حساب تدمير البلد.
اما الطريق الثاني فيتمثل في فرض مقدمات لواقع جديد يتمثل في سيطرة الحوثيين على الشمال ، والحراك على الجنوب ، والارتهان لحالة معقدة من الصراعات المتشابكة والمتفرعة واختلاط الأوراق واللعب السياسية الداخلية والخارجية وفتح سماء البلد وبرها لكافة احتمالات التدخلات الخارجية وهو ما يمكن أن نسميه حالة تقاسم نفوذ اقليمي سيؤثر حتماً على أمن دول المنطقة ، يقابله تقاسم نفوذ داخلي سيكون له تأثيره على السلم الاجتماعي وسيؤدي الى تنامي خارطة التطرف وانهيار مؤسسات الدولة وبروز جماعات شتى ولاعبين جدد وحالة من التوهان اللامتناهي وتشظي الدولة الى دول والاعتماد على السلاح والدعم الخارجي كعناصر أساسية لتغيير التوازنات وإضعاف وإرهاق كافة الأطراف فلا اليمن ستصبح دولة ولا المتصارعون سيصبحون حاكمين.
ربما يتعين على جميع الأطراف في اليمن الاستفادة مما حدث في سوريا والعراق الأقوى منها وكيف أن الدعم الخارجي أياً كان مستواه لا يمكن ان يبني دولة بل على العكس يفرض خارطة تقاسم يتخللها الفوضى وقوانين الغاب وحروب الاستنزاف المتواصلة.
اتقوا الله ولاتلقوا باليمن الى التهلكة.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي 
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين .


في الثلاثاء 14 أكتوبر-تشرين الأول 2014 06:03:02 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1897