احتفالية أكتوبر.. وضرورة استلهام مفردات المستقبل
كاتب/عباس غالب
كاتب/عباس غالب
تـزامنـت احتفالات شعبنا اليمني بالعيد الحادي والخمسين لثورة 14أكتوبر المجيدة مع تحوّلات جذرية يعيشها الوطن، لعل في طليعتها البدء العملي في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة القائم –أساساً – على مضامين مخرجات الحوار الوطني، وهذا التزامن يتيح قدراً كبيراً من الشراكة الوطنية وتمثيلاً عادلاً وواسعاً لكافة القوى السياسية على الساحة الوطنية، بل ويمثّل - كذلك - تجسيداً حقيقياً لمضامين أهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وخاصة على صعيد تحقيق الاستقلال الوطني وتفعيل أدوات التنمية التي ظلّت طيلة العقود المنصرمة مهمّشة ومرتبطة – فقط - بالهبات والمساعدات والقروض الخارجية التي شـلّت قدرة القرار اليمني على الاستقلالية وعطّلت تلقائياً الفكاك من أسر تلك القيود.. ولأننـا نقف على عتبات عقد جديد من ثورة الرابع عشر من أكتوبر؛ فإننا نحتفل بالقيم التي رسّختها هذه الثورة في وجدان اليمنيين وبخاصة إلى جهة النضال الوطني تجـاه كل سلبيات موروث التخلُّف الاقتصـادي والاجتمـاعي؛ ما يعني أن هذه القيم بحاجة اليوم إلى استعادة ألقها وتفعيل آلياتها في إطار معادلة الشراكة الوطنية - راهناً - وعلى النحو الذي يلبّي تطلُّعات أبناء الوطن جنوباً وشمالاً وكافـة القوى السياسية على الساحة الوطنية. 
وفي حقيقة الأمر لم يعد النقاش حول مثالية وترابط وتكاملية الثورة اليمنية «شمالاً وجنوباً» مجدياً؛ إذ أنه استنساخ لنقاشات عدمية، حيث إن المتغيّر الراهن يتطلّب إعادة النظر في الأولويات وفقاً لنسق جديد تعزّزه متغيرات الراهن القائمة على مبدأ الشراكة الوطنية في السلطة والثروة، وهـذا ما يفترض أن يستوعبه بعض قادة الحراك وهم يتعاطون مع هذه الاحتفائية برؤية ضيّقة تحاول استعادة مشاريع شطرية لا تستقيم – بأي حال من الأحوال – مع منطق ووقائع الراهن من تطوّرات التسوية في المشهد السياسي القائم. 
إذاً، نحن بحاجة إلى استلهام استحقاقات المستقبل أكثر من الحاجة إلى التوقف عند تفاصيل الماضي، هـذا إذا شئنا أن نمـد الجسور إلى المستقبل ما لم فإن الفرصة التاريخية الاستثنائية في هذا الظرف ستفوتنا دون شك؛ وعندها لن ينفع عض أصابع الندم..!!.


في الأربعاء 15 أكتوبر-تشرين الأول 2014 12:19:40 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1908