السفه السياسي المستمر
كاتب/عبدالله الدهمشي
كاتب/عبدالله الدهمشي
يستمر الكثيرون من الساسة وكتّاب الرأي والمقالات في شطط القول السفيه وهم يسارعون في تقديم تفسيرهم الخاص للأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة صنعاء وانتهت بانهيار سلطاتها الرسمية وسقوطها تحت قبضة “اللجان الشعبية” وذلك حين لا يسندون تفسيرهم إلى قاعدة معلوماتية أو حين يصرّون على رؤية الحدث منفصلاً عن مقدماته, ليتعمدوا تجنُّب الخوض في دورهم الرئيس والحاسم في صناعة مقدمات الحدث وفي الوصول به إلى نهاياته الراهنة. 
وحين يتحدث هؤلاء عن تفسير ما يسمّونه سقوط العاصمة نتيجة تحالف بين جماعة أنصار الله وحلفاء الرئيس السابق, فإن هذا التفسير حال صحته يقتضي مساءلة هؤلاء عن مسؤولياتهم في مواجهة هذا التحالف والتصدي له من بداياته المبكرة, وكشفه للرأي العام وبيان حلقاته البنائية ومخططاته الظاهرة والمستترة, ثم التصدي لحركته ووقف تقدمها السياسي والعملياتي, وخاصة سحب الذرائع التي يبرر بها التحالف حركته ومواقفه, والقضايا التي يستمد منها شرعية خطابه السياسي وأعماله العسكرية. 
بعض هؤلاء يستسهل الأمر حدّاً يفرط في استغفال الرأي العام, معتقداً أنه قادر على خداع العامة ومغالطة النُخب فيلجأ بسذاجة السطحية إلى نظرية المؤامرة, ملقياً تهم الخيانة والتواطؤ بغير بينة غير استثمار الظاهر من الوقائع والأدوار, في التشكيك بالمواقف أو في التساؤل عن أسباب عدم قيام بعض الأفراد والجهات بما كان هو يتوقعه منهم أو يريدهم القيام به متجنباً بيان الحقيقة الكاملة عن ذلك لأنها تكشف في وجه منها مسؤولية هؤلاء أو من يخدمونهم بالقلم, عن عجز الحكومة وفشلها في وقف تقدم حركة أنصار الله ومنع زحفهم على العاصمة التي واجهوا فيها فرقة قائمة بعد عام ونصف من تحولها إلى حديقة بقرار جمهوري صدر ضمن حزمة قرارات إعادة هيكلة القوات المسلحة. 
يمكنني أن أدافع عن شخص وتاريخ الأستاذ محمد سالم باسندوة وعن نزاهة سلوكه ونظافة يده, لكنني شخصياً ومنذ اللحظة الأولى لاختياره رئيساً لحكومة الوفاق الوطني لم أره رجل المرحلة ولا يمثّل المرحلة وتحدياتها لا من قريب ولا من بعيد, وأياً كان رأيي ورأي المؤيدين لباسندوة الشخص والرئيس المختار لحكومة وفاق على التغيير, فإن سيرة الرجل في موقع المسؤولية لا تسعفه شخصياً ولا تسعف أحداً بتقديم شيء في الإشارة إليه بإنجاز يذكر أو يدفع عنه عجزاً كاملاً وفشلاً تاماً. 
وهذا ما اعترف به في استقالة أساءت إليه بخروجها عن مقتضى بروتوكولي يصلها إلى الرئاسة, وبالاعتراف المتأخر والباهظ الخسارة عن كونه اسماً لا وجود له في موقع المسؤولية وصفة لسلطة لم يملكها ولم يمارسها, فماذا كان هذا الرجل سوى استدعاء لانتصار اللجان الشعبية..؟!. 
albadeel.c@gmail.com 


في الإثنين 20 أكتوبر-تشرين الأول 2014 07:59:09 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1929