|
تعز وإب أكبر التجمعات السكانية في البلاد، وينتشر أبناء المحافظتين بكل عطاء وبذل وتعايش في عموم محافظات اليمن بلا استثناء، وتاريخياً تعتبر المحافظتان منبع الوطنية اليمنية الوحدوية، ومعارك الدفاع عن الجمهورية في ستينيات القرن الماضي، فضلاً عن طاقة التغيير الشعبية التي لا تنضب فيهما جيلاً بعد آخر، وذلك على قاعدة الهوية الوطنية الجامعة، لا الهويات الصغيرة المأزومة، كما تعتبران أهم محافظتين يمنيتين تتميّزان بنهج المدنية المبكّر وحس المواطنة والوعي الثقافي وقيم التجارة والتعليم والزراعة ورفض الإرهاب والانحياز إلى فكرة الدولة.
في السياق عُرفتا بتصدير الأيادي العاملة كرأسمال بشري لطالما قام بتعمير اليمن لا هدمها، إضافة إلى تعزيز التعايش لا الاستكبار، وبما أن أكثر ما يستفز ويقهر أبناء المحافظتين هو الاستقواء بالسلاح؛ كونهما معروفتين بقلّة تواجد السلاح ومظاهر الاحتكام إليه قياساً ببقية المحافظات في الشمال مثلاً، فإن غضب الحليم هو الحال الذي تعيشانه الآن؛ لذلك من الطبيعي أن تتوحّد القيادات السياسية والاجتماعية والأمنية في محافظتي تعز وإب من أجل أهمية احترام السلم الاجتماعي وضرورة الحفاظ على كيان الدولة باعتباره رهان المرحلة مهما كانت الصعوبات.
من هنا أحيّي شباب وشابات تعز وإب وهم يتوحّدون في مسيرات رافضة للعنف، كما أحيي شرفاء إب واللجنة الأمنية في محافظة تعز التي عقدت اتفاقاً يقضي بتجنيبها أي صراعات وفوضى، وعلى وجه الخصوص اللواء محمود الصبيحي، قائد المنطقة العسكرية الرابعة الواقعة في نطاقها محافظة تعز، مشدّداً أن وظيفته هي تأمين المحافظة، وأن أية قوة لن تستطيع الدخول إليها.
باختصار شديد؛ نخلص إلى أن المحافظتين عُرفتا تاريخياً بالمساهمة الخلّاقة في صنع المستقبل لا تجريفه لصالح الماضي، وبالتأكيد ستستمران كذلك، بينما لا ينبغي بأي حال من الأحوال إجبارهما - بمنتهى الحمق والمغامرة - على إتيان العكس.. ألا من متعقّل..؟!.
fathi_nasr@hotmail.com
في الإثنين 20 أكتوبر-تشرين الأول 2014 08:00:43 ص