اليمن .. ما الذي تبقى؟
صحافي/احمد غراب
صحافي/احمد غراب
- الشعب اليمني بطبعه غير طائفي ومجتمعنا حتى وقت قريب كان خاليا من كافة المركبات الطائفية وسمومها الفتاكة ، مع اشتداد وطأة صراعات النفوذ تم استيراد أحمد غراب - 
الشعب اليمني بطبعه غير طائفي ومجتمعنا حتى وقت قريب كان خاليا من كافة المركبات الطائفية وسمومها الفتاكة ، مع اشتداد وطأة صراعات النفوذ تم استيراد الطائفية بجميع تبعاتها الدموية لإعادة تصنيعها كبضاعة محلية باعتبارها أحد اهم منتجات مصانع الفوضى الخلاقة.
لعلكم تلاحظون رغم مأساوية الاحداث فإن الشعب اليمني يظهر تماسكا وميلا حقيقيا لتجنب الفتنة قدر الإمكان وعدم الانزلاق في المنحدر الذي وقعت فيه دول اخرى في المنطقة ورغم ذلك كله ما يزال هناك قوى داخلية وخارجية تسعى الى حرق اليمن طائفيا وتخليف بلد لا مؤسسات فيه يعج بفوضى الأسلحة.
الخطر الاكبر هو السعي الى ضرب مكونات المجتمع اليمني ببعضها البعض وتوفير غطاء طائفي للتصفيات والحسابات والصراعات الباحثة عن النفوذ عبر توسيع دائرة الانفلات الأمني.
ما يحدث في اليمن سيؤدي الى انتشار الارهاب وتوسعه وليس الى القضاء عليه كما يتصورون ، العنف لن يولد الا العنف ، والقتل لن يجر سوى الى القتل والاقسى من سباق العنف و التنافس في القتل وتفجير المنازل والبيوت هو تفخيخ الوطن ونسف البيت اليمني الكبير والتورط في ذات مأزق العراق الأليم.
كثيرون تضرروا من احداث العنف السارية وهؤلاء سيجدون انفسهم في خانة المتقاتلين سواء من هؤلاء او اولئك ما يعني توسع رقعة الفتنة لتشمل المجتمع بكافة فئاته والوانه وطيوفه.
اذن ما هو الحل ؟ واي مخرج يمكن ان ينقذ البلد ؟
ينبغي الاسراع بتشكيل حكومي وطني بعيدا عن أي ضغوط سياسية او اقصاءات او معايير خارجة عن الكفاءة والمهنية بالتزامن مع ذلك تنفيذ اتفاق السلم والشراكة وسحب كافة المظاهر المسلحة من كافة المدن واستعادة قوة الدولة وحضورها الميداني في الارض والتعامل بواقعية سياسية، ونظام انتقالي بمراحل محددة، وشروط واضحة أهمها انجاز الدستور.
أن اليمن يقف بين أمرين اما المضي فعلا في تطبيق مخرجات الحوار بجميع صيغها التي تم الاتفاق عليها بين جميع الاطراف، أو التحلي بالشجاعة والاعلان عن أي صيغة وطنية توافقية اخرى قائمة على انقاذ البلد أما أن يترك الحبل على الغارب ويتم الاعتماد كليا على مخرجات الواقع المضطرب حاليا في اليمن ومحددات القوة والسلاح وافرازات العنف الجاري فتلك مغامرة باليمن باتجاه الهاوية.
أذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي 
اللهم أرحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين 


في الثلاثاء 21 أكتوبر-تشرين الأول 2014 12:30:35 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1937