|
الدولة هي الوحيدة التي تكسي الفرد بالمواطنة، هي الحالة العقلانية في المجتمعات الحديثة، هي الثقة وهي الأمان، هي التجسيد اللائق للمساواة السياسية والقانونية والمنظم الواعي كما يُفترض لحركة الشعب، هي روح الثقافة والتفكير والسلوك في علاقة الشعب بكيانهم العام.
وحدها الدولة هي الحامية المثالية لمنتسبيها من أزمة الهوية وحالة التفتت، فيما الالتفاف حول الدولة قصده صيانة المنفعة العامة، وأما من يخاصم الدولة فإنه يجلب لنفسه العداوة من الأكثرية التي ترى في الدولة حصنها الحصين.
لقد باتت الدولة رمزاً للإجماع ولا يجب تجاوزها، وفي مجتمعاتنا العربية فإنه رغم كل الفشل في تشكل الدولة وبنائها إلا أن التوق لها يستمر أكبر من المتوقع.
إن تكريس قيمة الدولة في مجتمعاتنا هو التحدّي الكبير، إنها الإطار الجامع والسّوي من هيجان الهويات الصغيرة، إنها المعظمة للانتماء إلى الهوية الوطنية الأكبر.
إن للدولة مقاماً محموداً في الوعي الشعبي؛ وهذا ما ينبغي له أن يستمر فقط، وهي العنصر المعياري في صفوف النُخبة السياسية والثقافية على اختلافها؛ ما يفترض الانحياز إليه تحت كل الظروف كي نستوعب مصير الحاضر والمستقبل كما ينبغي.
وإذا ما تم التفريط بهذا الأمر الجوهري جداً، فبالتأكيد سيتشكّل وعي ما قبل الدولة الذي سيُدخل الجميع تحت وطأة اللا تعايش واللا شراكة واللا سلام واللا حقوق.
fathi_nasr@hotmail.com
في الثلاثاء 21 أكتوبر-تشرين الأول 2014 12:32:32 ص