|
التداعيات الراهنة في المشهد السياسي والأمني القائم تدعو ملياً جميع الأفرقاء التعامل مع هذه التداعيات بمسـؤولية وطنية تجنب اليمن شبح الذهاب إلى مربع الاحتراب الأهلي، فضلاً عن ضرورة التعامل مع التباينات التي طرأت بين هذه القوى سواء على المشاركة في الحكومة المرتقبة من عدمها أو في دعوات التنصل عن شرعية المؤسسات القائـمة،الأمـر الذي يتطلب حرصاً موضوعياً وعقلانياً في تجنب شبح هذه الرهانات ويستجيب لالتقاط هذه الفرصة الأخيرة المتاحة أمام اليمنيين، وتحديداً في هذا الظرف الاستثنائي، لذلك فإن أمام هذه القوى خيارات عديدة وخطيرة لكن أفضل تلك الخيارات أن يغلب الجميع هذه المرة ـ أيضاًـ لغة الاحتكام إلى الحوار بناء على مرجعية التوافق، سواء في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني أو في اتفاق السلم والشراكة.. باعتبار أن هذا الخيار هو الأنسب في إطار البحث عـن المخرج الحقيقي للأزمة الحادة التي تعيشها التجربة وتنذر بانهيار شامل، ما لم يتدارك العقلاء الوضع الخطير وبحيث يعملون وبصف واحد على تجفيف أسباب وبواعث هذه الأزمة .
ولاشك أن التي تقود إليها هذه الوقائع المأزومة تدلل بما لا يدع مجالاً للشك إمكانية وقوع اليمن في مستنقع الاحتراب، خاصة وأن شهية بعض الأطراف الداخلية والخارجية مفتوحة على حفلة زار لامتصاص الدم اليمني وتجزئة الوطن وتحويله إلى دويلات قبلية وكانتونات سياسية ومربعات طائفية ومذهبيـة.
وفي هذا الإطار فإن ثمة تساؤلات مطروحة أمام النخب السياسية من أجل محاصرة هذه التداعيات والبدء فوراً بتشكيل الحكومة دون الارتهان إلى مبدأ المحاصصة وتغليب المصلحة العامة على ما عداها من مصالح حزبية وفئوية ومناطقية ضيقة.
الأمل أن تكون صحوة العقلاء داخل منظومة العمل السياسي من مخاطر حساباتهم الضيقة على حاضر ومستقبل اليمن، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد ملهاة في مسرح التدخلات الإقليمية والدولية في شئون اليمن ؟!.
في الإثنين 27 أكتوبر-تشرين الأول 2014 02:01:43 م