عن الحكومة الجديدة وإليها
كاتب/عبدالله الدهمشي
كاتب/عبدالله الدهمشي
 
ليس مطلوباً من حكومة المهندس خالد بحاح المقبلة أكثر من أن تكون حكومة بكل ما يحمله هذا الاسم من مبنى ومعنى, ثم بعد أن تكون حكومة لفظاً ووظيفة, عليها أداء المهام المناطة بها بإتقان وإحسان, وبما تقتضيه المرحلة بروح الوطنية المسئولة عن الأداء والإنجاز.
لن نحدد هنا للحكومة أولويات المهام المناطة بها في هذا الظرف التاريخي الدقيق ولن نتكلم عن برنامجها والأهداف التي يتوجب عليها إنجازها في مدى زمني معين, فما يهمنا هنا التأكيد على أهمية وعي التجربة وإدراك تحديات المرحلة لأداء مهام العمل بكفاءة واقتدار, وهنا نقول لن نقبل من المهندس بحاح أي حديث عن كونه ترأس حكومة لم يكن له الخيار في ذلك واختيار وزرائه وممارسة صلاحياته التي انتزعتها منه الأحزاب , فإما أن يعمل بمقتضى ما قبل أن يكون مسئولاً عنه أو يتجنب الحرج والفشل من الآن.
أن تكون حكومة بحاح حكومة قولاً وفعلاً, فمعنى ذلك أنها حكومة مسئولة, والمسئولية في أساسها البنائي وفي جوهرها الوظيفي هي المساءلة, ولن تكون المساءلة ممكنة وقائمة مالم تتوفر لها أرضية ضامنة لتحديدها أولاً وتحقيقها ثانياً, وأول ضمانات المساءلة هي الشفافية, والتي تعني ضمان أن يكون أداء الحكومة مرئياً ومعلناً, أما ثاني ضمانات المساءلة, فهي الرقابة والتي تشمل رقابة رسمية منظمة ونافذة ورقابة إعلامية متاحة ومحصنة من الإفساد والإرهاب, ورقابة رأي عام شعبي ومنظم.
قد تكون الأحزاب والقوى المشاركة في الحكومة الجديدة مسئولة على أن يكون وزراؤها مثلاً للكفاءة والنزاهة, وهذا يقتضي أولاً رفع الغطاء الحزبي عن الوزراء, وإلزامهم بشفافية الأداء, وفرض رقابة الحزب عليهم وجعلهم تحت مجهر الإعلام الحزبي, حتى تكون المساءلة قائمة من الدائرة الحزبية ابتداءً, وحتى تتمكن الأحزاب من تقديم نماذج سياسية في سلطة الحكم معبرة عن الكفاءة والنزاهة, ومجسدة لرشد السلطة وسلطة النظام والقانون.
إن استهداف الأمثل والأفضل في برنامج الحكومة وأدائها سوف يمكنها من إنجاز ما بمقدورها إنجازه ويوفر لها كل عوامل الدعم السياسي والشعبي التي تتطلبه المهام الكبيرة والأهداف الاستراتيجية وهذا يتطلب العمل بروح المسئولية الوطنية وما يتصل بها من أخلاق العمل الإنساني, كالصدق والإخلاص والالتزام الإيجابي بالنظام والقانون وغير ذلك من الخصال والسمات التي تتوفر في كل مواطن يمني باعتباره إنساناً وسياسياً وعاملاً وصانعاً للحضارة والأمجاد.
لن نسرف في التفاؤل ولن نغرق في التشاؤم ولكننا نحلم بوعي ونطمح بعلم ونتطلع بإدارة مدركة للمتاحات ولإمكانيات القدرة لديها على الفعل والإنجاز.
albadeel.c@gmail.com

في الثلاثاء 28 أكتوبر-تشرين الأول 2014 01:20:01 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1960