بؤرة الفاعلية التاريخية
كاتب/فتحي أبو النصر
كاتب/فتحي أبو النصر

الشباب هم جذوة طاقات وإمكانات الفكر والوجدان في سبيل التجدُّد والنهضة، ولعل من أهم أسباب انكسار الكيانات الوطنية اليمنية هو عدم استيعابها أجيال الإضافات المبدعة من الشباب؛ على أن هذا الامتداد العصري حين يهمد ويغيب؛ سرعان ما تنتفي الاستمرارية المنشودة للعطاء والمسؤولية. 
فالماثل أن بؤرة الفاعلية التاريخية تتمثّل في الشباب الصاعد بالأحلام الجامعة الكبرى، وأما العزلة بين الأجيال؛ فمعناها ضياع الوفاق الرؤيوي وتدهور المكانة المثالية للكيانات الوطنية واضمحلالها، بالتالي لا يمكن أن تبلغ هذه الكيانات أوج النجاح في عملية التحديث والتطور من دون استرداد مكانة الشباب الدينامية اللائقة. 
فدون الشباب تبدو هذه الكيانات مشوّهة ومغلقة ورثّة ولا عقلانية تماماً، والشاهد هو أن الوعي المتدفق ضد الحصر النمطي، فضلاً عن أن هيمنة الوعي التقليدي في الكيانات المتخلّفة ضد المبادرات الفعالة، بالمقابل يمثّل الشباب أرضية انطلاق مثلى للتغيير. 
والحاصل أن الشباب المتحضّر المبدأي الذكي والخلاّق هو ميزان القوى الحقيقية لدى الكيانات الوطنية قبل أن تتحنط وتبالغ في انحدارها، فالشباب محور الحركة المواكبة للتحوّلات العميقة، وهم الهويّة العضوية لتعزيز التلاحم الشامل من أجل تحقق عملية إعادة الاكتشاف للمعنى، توكيداً للأمل وللترقّي ولتواصل التجارب. 

fathi_nasr@hotmail.com 


في الأربعاء 29 أكتوبر-تشرين الأول 2014 10:12:47 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=1966