فقط .. لا تنسوا مبادئ الشهيد
كاتب/عباس غالب
كاتب/عباس غالب

شكل اغتيال الشهيد الدكتور محمد عبدالملك المتوكل فاجعـة كبيرة بالنسبة لليمنيين خاصة في ظرف استثنائي يمر به الوطن وذلك بالنظر إلى ما عرف عنه من حكمة واتزان وعقلانية ودأب لا ينقطع في اتجاه تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء والعمل المثابر من أجل الاصطفاف لمجابهة التحديات ومحاصرة الأزمات وإزاء هذا الغياب الكبير الذي تركه رحيل الشهيد المتوكل فإن الحاجة ماسة اليوم إلى تمثل القيم والمبادئ الحضارية التي كان يحملها وينادي بها الفقيد في وجدانه وفي أدائه الوطني المخلص لإخراج اليمن من مخاطر الارتهان إلى سياقات الاحتراب باعتبار أن ذلك هو السجل الناصع لسيرة كفاح المناضل الشهيد في ترسيخ قيم الدولة المدنية الحديثة التي يظلل أبناءها سيادة النظام والقانون والعدل والحرية والمساواة، خاصة إذا ما عرفنا بأن أولئك الذين تلطخت أياديهم بدم الشهيد كانوا يحاولون زرع الفتنة وضرب الإرادة الصلبة التي تعتمر القلوب في إمكانية إنجاح نقطة التحول التاريخي التي يعيشها الوطن راهناً. 
ومن الصعب التوقف عند مجمل مناقب الشهيد المتوكل الذي تجمعت في شخصيته كل معاني الوفاء لليمن وتخليصه من رواسب الماضي السلبي، فضلاً عن حث الخطى في اتجاه الإيمان بقدرات الشعب مهما كانت تلك الصعوبات، حيث عرف عن الشهيد منافحته عن خيارات الديمقراطية والتعددية وبأن الشعب اليمني يستحق أكثر من الاهتمام والبذل والعطاء وذلك بالنظر إلى تضحياته ومعاناته ، ونضاله الدؤوب للتحرر من ربقة التخلف الاجتماعي والاقتصادي الشامل وتأثيرات الخارج المدمرة على نسيجه الوطني ومحاولة عرقلة لحاقه بركب العصر. 
 وإذ أستذكر في حياة الشهيد الكبير الدكتور محمد عبدالملك المتوكل عديد القيم والمعاني في سِـفر نضاله الوطني فإنما نستذكر في روح الشهيد كذلك جوانب الإنسان الذي جسـدها سلـوكاً فـي تعاملـه مـع الآخـر بالتواضـع الذي زاده شـرفًا والإخـلاص الذي جـعله يحتل موقعاً متميزاً في محيطه وبين قلوب أبناء وطنه. 
وفي خضم هذا الحادث الجلل والمروع في غياب الرجل ثمة ما يستدعي استحضار مواقفه ومبادئه تلك من أجل العمل الجاد من قبل كافة المكونات السياسية والحزبية والمجتمعية استشعاراً باستثنائية اللحظة التاريخية بين أن نكون أو لا نكون .. ومن ثم توظيفها في مصلحة استقرار وتطور اليمن الحديث الذي كان الشهيد يرسمه حلماً على خارطة دول شعوب العالم المتقدمة، لربما كان استحضار قيم الشهيد هو العزاء الوحيد الذي يبعث على طمأنينة الشهيد وقد فارقنا إلى مثواه الأخير . 



في الخميس 06 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 08:15:49 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2012