|
يعاني المشهد اليمني مآزق عديد مخاطر أبرزها استشراء الفساد وتدهور الاقتصاد والحالة الأمنية، فضلاً عن عدم إصلاح الجهاز الحكومي- بالذات عدم استكمال الهيكلة في الجيش- ومخاوف تفكُّك الدولة، وترحيل حل القضايا المهمّة في البلد وعلى رأسها انفلات السلاح، فضلاً عن ذات الآلية البيروقراطية التي تتّبعها الأحزاب للأسف، وصولاً إلى التأخير المحتمل للدستور والانتخابات.
فحتى مؤتمر الحوار الوطني الذي كانت الآمال معقودة عليه؛ لم تستطع مخرجاته ـ رغم شهور على انتهائه ـ من التحقّق السياسي والاجتماعي المأمول بحيث استمرّت الإعاقات اللئيمة تتوالى فقط، ولقد أنتجت موروثها الثقيل بعد دخولنا في جملة مراحل حرجة طيلة ما مضى.
لذلك كلّه يحاول قطاع واسع من الشباب المتنوّر والمتحرّر والمتخفّف من التعصُّب الأيديولوجي استلهام النموذج الذي يجب أن يفتح أفقاً للناس بعد ازدياد عدم الثقة بالسياسة التقليدية على مستوى الشارع، وتفاقم استقطاب مشاريع العنف للبسطاء كما هو ملاحظ.
طبعاً من الناحية النظرية تبدو الفكرة مثالية وطموحة وضد اليأس، لكن عملياً ستلاقي عثرات شتّى قبل أن تمتلك خبرة الإرادة وتتكرّس أكثر لتصويب المسارات في واقع مُثقل بالتخلُّف والتطرُّف والانحيازات المسبقة، إضافة إلى مشاكل فكرية وسياسية واجتماعية عميقة، تتوّجها جملة مصالح معقّدة لمراكز قوى وهيمنة ونفوذ تقليدية.
«2»
ولم يتبق لكم يا غُرباء هذا الحلم سوى التشبُّث بانكساراتكم الرائعة، ولم يتبق لي سوى أن أقول لكم: شكراً لأنكم لم تخذلوا حزن هذي البلاد..!!.
fathi_nasr@hotmail.com
في الأحد 09 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 08:58:09 ص