ضياع الأمة في الحروب والصراعات المتنوعة
الاستاذ/حسن أحمد اللوزي -
الاستاذ/حسن أحمد اللوزي -
ما أوحش حياة الإنسان العربي على امتداد الأرض العربية ? يعيش معلقا في أحراش الوقت الذابل في كف الاحتراب والخذلان / والصراعات الداخلية / والجهالة والبطالة !!! / الوقت الذي لم يعد يحمل الودائع القومية المدهشة / ولا يحفل بالوعود الإنحسن أحمد اللوزي - 



ما أوحش حياة الإنسان العربي على امتداد الأرض العربية ? يعيش معلقا في أحراش الوقت الذابل في كف الاحتراب والخذلان / والصراعات الداخلية / والجهالة والبطالة !!! / الوقت الذي لم يعد يحمل الودائع القومية المدهشة / ولا يحفل بالوعود الإنسانية تحت سماء عصر الحرية والديمقراطية / ولا يغتسل في الأنهار الجارية / وتحت المطر المغيث /
تبا له من وقت عقيم / بل تبا للخمول القاتل للعزائم / وآمال ذوي الأرواح الأبية في الأرض الممتدة من الماء وإلى الماء !
كيف لا وهو مازال أسير الضياع برغم كل تنظيرات اليقظة والنهوض منذ قرن تولى وفي خضم مراحل اعتصرته فيها الحروب الخاسرة والمدمرة وصولا إلى وهدة الهاوية في الحروب الأهلية المذهبية والطائفية والمناطقية التي صارت تطبق بمخالبها على حاضره ومستقبله ؟
لتنقذه بل ولتنبت صلة الأمة بكافة قضياها الوجودية والمصيرية ولحقيقة سيادتها القوميية وأمنها واستقرارها وقبل ذلك وعلى الصعيد القومي الانتصار لقضية العرب المركزية الأولى القضية الفلسطينية !!!
نعم لقد كانت القضية الفلسطينية..و الانتصار للحقوق المشروعة والعادلة للشعب العربي الفلسطيني.. بل و تحرير الأرض الفلسطينية المحتلة من قبل دويلة إسرائيل في صدارة الهموم القومية العربية والإسلامية على امتداد النصف الأخير من القرن المنصرم وخاصة بعد نكبه عام 1948م وتم خوض ثلاثة حروب عربية شاملة مع إسرائيل من اجل تلك الأهداف التي انشغلت بها السياسات و الاختلافات.. فضلا عن اشتعال عشرات الحروب الأخرى المحدودة بداية من الحرب الأهلية اللبنانية وحروب الصراعات وتصدير الثورات العربية في لبنان والحربين بين شطري بلادنا والحرب العراقية الإيرانية..و حرب العراق مع الكويت وحرب تحرير الكويت و احتلال العراق و حرب الدفاع عن الوحدة اليمنية وحروب تفتيت الصومال والمواجهات الدامية في الجزائر.. و الحروب الستة في صعدة وصولا إلى اخطر ما أنتجه هذا التاريخ المضمخ بالدماء العربية الزكية وإزهاق الأرواح الطاهرة وعروج قوافل من أرواح الشهداء الميامين . .
لا ادري هل استطعت أن ارتب تداعيات هذه الحروب كما تمت والإشارة إلى الضحايا والخسائر التي يصعب إحصاؤها ولكن الذي دار في ذهني هو التفكير بينها وبين قضية العرب المركزية الأولى. . قضية الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني وما انتهت إليه مرورا بمبادرة السلام العربية مع إسرائيل بل إن السؤال الأخطر في هذه المرحلة التاريخية هو على النحو التالي :-
ما هي العلاقة بين حروب الفتنة الطائفية والمذهبية وتمزيق الدويلات العربية القائمة. . وأمن اسرائيل ؟؟؟ الهدف الاستراتيجي الذي انبنت عليه فكرة خارطة الشرق الأوسط الجديد!؟ وعلاقة ذلك بفكرة الرفض و التصدي لكل المحاولات القومية بإقامة الوحدة العربية أو تطوير نظام الجامعة العربية إلى اتحاد الدول العربية ؟؟ هل يكفي أن نقول بأن العلاقة واضحة ولا تحتاج إلى ترتيب أي كلام لتبيانها !!! وإنما نستدعي هذا الحديث مع الأخبار التي تتداعي حول نوايا وخطوات اعتراف بعض الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية المجزأة إلى قسمين حتى الآن. . بل والمساعي الإسرائيلية العدوانية المستمرة لتهويد القدس العربية. . والتوسع في إقامة المستوطنات في القدس الشرقية والإصرار على إجراء تغييرات جذرية في الوضع الفلسطيني العربي لصالح الدولة الصهيونية بما في ذلك الاستمرار في اغتصاب الممتلكات الفلسطينية و إقامة المستوطنات في القدس والضفة الغربية بشكل عام!
بينما الأمة العربية مشغولة باحتضارها في الحروب المذهبية والطائفية.. والصراعات الداخلية وبينما الشعب العربي الفلسطيني واقع في اسر الصراع المدمر بين فتح وحماس فما أن نطمئن إلى التوافق الفلسطيني وتشكيل حكومة وحدة وطنية حتى نجد الأمر ينقلب بين عشية وضحاها إلى فتنة فلسطينية داخلية وهو ما صار الإنسان العربي اليوم عاجزا ولأبعد الحدود عن استيعابه؟! و كيف يمكن مواجهة هذا التردي الذي لم يعد بأيدي الآلة الجهنمية الإسرائيلية الصهيونية فحسب .. وإنما بأيدي أبناء الأمة العربية أنفسهم. . بل بأيدي أبناء الوطن الواحد هنا ...وهناك حتى ظهر بأنه لا منفذ للخروج من ذلكم النفق الطويل المظلم الذي ظل يتحدث عنه القادة العرب والسياسيون.. والمنظرون وما كان يردده الشهيد ياسر عرفات لعشرات السنين دون الوصول إلى أية معالجة أو نتيجة لصالح القضية العربية المركزية الأولى أو القضايا الأخرى الإستراتيجية الخطيرة !
والمختلف اليوم هو أنه صار نفقا مكدسا بمآسي وآثار إزهاق الأرواح وسفك الدماء.. وإهدار الامكانيات وحرق الأحلام والطموحات بدون هوادة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ؟!
عن الزمان الخصيب :-
«»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
لم تعد مطلقا في مهب الضياع
والمصير الجديب 
أماني الحياة على أرضنا الواعدة
كمرهونة في يد اليانصيب !
و برغم انسعار الدجى بالظلام الرهيب
ذاهبون إلى رشدنا المستعاد 
والزمان الخصيب
ومهما تفاقم حقد الدسائس والمرجفين
وظلت تبث المرايا السموم التي تسد الطريق
تروج أوهامها بالمصير المشين 
ستلقى المخازي التي سوف تخرسها 
وإلى أبد الآبدين !!!!

في الخميس 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 08:36:20 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2082