الحكمة اليمانية لإخراج الوطن من الأزمة الطاحنة
كاتب/محمد عبده سفيان
كاتب/محمد عبده سفيان
أثبتت الأحداث والوقائع التي شهدها وطننا اليمني خلال الفترات الماضية وتحديداً منذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م، وثورة 14 أكتوبر1963م أن الأزمات والصراعات التي حدثت سواء قبل إعادة وحدة الوطن اليمني أرضاً وإنساناً في 22 مايو 1990م أو ما بعدها لا يمكن حلّها إلا بإرادة يمنية صادقة من خلال إعمال الحكمة اليمانية وتحكيم العقل والمنطق والعودة إلى جادة الصواب، وتغليب المصلحة الوطنية على ما عداها من المصالح الحزبية أو الشخصية، وكما يقول المثل العربي: «أهل مكة أدرى بشعابها». 
أما الحلول الخارجية فما من شك أنها غير مجدية لأنها لا تتوافق مع خصائص المجتمع اليمني كونها مبنية على ما يتم طرحه من قبل الأطراف المتصارعة؛ حيث يرى كل طرف أنه في الموقف الصحيح، ليس ذلك وحسب بل إن الاعتماد على الحلول الخارجية يفتح الباب واسعاً للتدخُّلات في الشؤون الداخلية كما هو الحال اليوم منذ اندلاع الأزمة العصيبة مطلع عام 2011م، حيث رفُضت كل المبادرات المحلية التي قدّمت من قبل السُلطة آنذاك وأصرّت الأطراف المطالبة بإسقاط النظام على أن أي اتفاق لابد أن يكون برعاية دولية فتم التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمّنة لإنهاء الأزمة اليمنية برعاية مباشرة من الأمم المتحدة والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي «أمريكا ـ روسيا ـ بريطانيا ـ فرنسا ـ الصين» ودول مجلس التعاون الخليجي؛ وكأن الاتفاق بين دولتين متنازعتين وليس بين طرفين يمنيين مختلفين، فتم تعيين ممثّل للأمين العام لأمم المتحدة إلى اليمن ليكون مشرفاً مباشراً على تنفيذ المبادرة الخليجية إلى جانب سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي، ومن حينها أصبحت الأبواب مفتوحة على مصاريعها للتدخُّل الخارجي في الشؤون الداخلية لبلادنا بحجة الإشراف على تنفيذ المبادرة التي أصبحت بمثابة «مسمار جحا» فقد أعطت مبرّراً لأن يتم التدخُّل الخارجي في كل شؤون وطننا وشعبنا اليمني..!!. 
أجزم أن الرهان على الخارج في إخراج الوطن من الأزمة الحالية إلى بر الأمان هو رهان خاسر؛ لأن الأجندة الخارجية تريد إطالة أمد الأزمة وخلق أزمات جديدة، وهذا ما هو ملموس في الواقع المعاش؛ ولذلك فإنه يتوجّب على كل القوى السياسية والاجتماعية استشعار الخطر الداهم الذي يتهدّد الوطن وأمنه واستقراره ووحدته وسيادته الوطنية جرّاء التدخُّلات الأجنبية. 
على الجميع أن يتعظوا مما يجري في العراق وليبيا جرّاء التدخُّلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول، فتنظيمات «القاعدة» و«داعش» و«أنصار الشريعة» وكل الجماعات الإرهابية والمتطرّفة جميعها صناعة صهيونية لتدمير الشعوب العربية ليتم إقامة الشرق الأوسط الكبير أو بالأصح «الشرق الصهيوني الكبير». 
على جميع اليمنيين تغليب الحكمة اليمانية وإعمال العقل لحل الخلافات القائمة وإنهاء الأزمة الطاحنة والمتفاقمة منذ فبراير 2011م، يجب الاعتماد على الذات في إيجاد الحلول الناجعة لها دون الاعتماد على الحلول الخارجية التي لا تأتي إلا وفق ما تقتضيه مصالح تلك الدول. 
ألم يصرّح ممثّل الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن وسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية مراراً وتكراراً أن حل الأزمة اليمنية لا يمكن أن يتم إلا بإرادة وطنية يمنية صادقة، فلماذا نستجدي التدخُّل الأجنبي ليحل مشاكلنا وهو الذي يقول لنا حلّوا مشاكلكم بأنفسكم..؟!. 
يجب على الأطراف المتصارعة الامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى القائل في محكم كتابه الكريم: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا، وذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم، فأصبحتم بنعمته إخواناً) صدق الله العظيم. 



في الإثنين 24 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 08:21:19 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2094