المنتخب.. تغريده خارج السرب ..!
كاتب/عبدالله الصعفاني
كاتب/عبدالله الصعفاني

* في خليجي 22 بالرياض نسي المغتربون اليمنيون همومهم واغلقوا محلاتهم من أجل الاستمتاع بحماسة لاعبي منتخب بلادهم.
نحن أيضا في الداخل اليمني نسينا أوجاع الكيد والمواجهات وتسمرنا أمام شاشات المباريات واستديوهات التحليل و» الشو « الإعلامي .
* وهناك على المستطيل الأخضر كان لنا لاعبون يشتعلون حماسا ويتصببون عرقا ..ينجحون ويخفقون ويكابدون فيبدعون .. جميعنا نتقلب بين غبطة و خوف .. بين توتر واحتراق أعصاب لا نملك من الأمر غير الاعجاب بالروح القتالية التي ظهر بها لاعبون نعرف تماما الأجواء التي أحاطت بمشوارهم الرياضي حيث جرائم إهدار المال العام لا تستثني الرياضة وإنما تقتحمها إلى عقر دار صندوق رعاية أطماع القائمين على الرياضة اليمنية.
* ومنتخب يمثل رياضة هذا هو حال فقرها المعرفي وفسادها المالي وترهلها الإداري المستوعب لكل من ليس له تاريخ أو حتى علاقة بالرياضة هو منتخب محترم شديد البأس في الذود عن مرماه لكنه قليل الحيلة في مهمة الوصول إلى مرمى الخصم حتى أنه لم يكسب فوزاً واحداً .. ولم يحقق هدفاً.. ولم ينتقل إلى مرحلة أخرى في بطولة الحسابات الكروية المعقدة.. ومع ذلك فلاعبوه يستحقون أن نحتفل بهم ونثني على فدائيتهم وسط مناخ الإعداد البائس للرياضي اليمني الذي ينافس الآخر وينافس سوء عملية إعداده في النادي والمنتخب .
* وعذرا لهذه التغريدة خارج سرب المزاج العام الذي يكثر فيه آباء الفرح بنقطتين من تسع نقاط وخمس نقاط لم نحصدها إلا خلال سبع مشاركات وأربعة عشر عاماً من السنين العجاف .
* مع ذلك لا أملك سوى الوقوف مع المعجبين والاصطفاف مع الفرحين دون أن يمنع ذلك من السؤال.. هل نتائجنا في سبع مشاركات تعبر عن اليمن جغرافيا وشعبا ومواهب.. وحتى خيرات ؟
* كل الاحترام لأفراح جمهور تم رصد انفعالاته في صور برقت منها العيون أملا في قادم أفضل وهربا من ماض مغموس بشقاء السنين حتى أن الرياضة اليمنية غادرت وعي وقلوب جماهير قاطعت مدرجات المنافسات المحلية وأوكلت المهمة للأطقم الإدارية وحكام المباريات .
* وكل الأمل بأن تكون مشاركاتنا الخليجية السبع بنقاطها الخمس فرصة لتصحيح ما هو فاسد وعابث دونما مبالغة في السير وراء صحافة الغفلة وإدارات النكسة وجماعات الانتفاع الذين حالوا بين اليمن وبين أن يكون له حضور أفضل يليق بملايينه الخمسة والعشرين وتأريخ ثلاثة آلاف عام .
* أعرف أن بيننا من لا يرى نفسه إلا طبلا ، وأن بيننا من لا يرى نفسه إلا جلاداً .. لكن الرياضة اليمنية تحتاج لمن يبحث عن ملامحها ويعيد أحلام الجماهير إلى نصابها وبعيدا عن المبالغة في سفه الفساد وطلب إهدار المزيد من الأموال .
* نعم.. لوكان في كرة القدم عدالة لاستحق اللاعبون اليمنيون كأس الخليج ذاته ..لأنهم بذلوا.. قاتلوا.. أصيبوا ..لم يدخروا قطرة عرق ، فمتى تكون عندنا رياضة تدفع لملاعب التنافس بلاعبي التكوين الجسماني المناسب و قدرات الاستمتاع باللعب وليس المكابدة الشديدة طلبا لنقطة تحسين الصورة .
* المدهش أنه حتى من يضرب ابنه لأنه يلعب كرة ومن يفسد ويوتر الأجواء شاهدناه يركب موجة العرض المشرف حيث يكثر آباء الفوز فيما تبقى الهزائم يتيمة حتى من مجرد محاسبة الفاسدين.
* شكرا لعناصر منتخب تفوقوا على معاولنا قبل أن ينتزعوا إعجاب الآخرين ..وبأمل أن يسارع كذابو الزفة إلى تقييم مشاركتنا في سبع دورات خليجية والانطلاق من ذلك لتشخيص أوجاع الرياضة اليمنية والبدء بمعالجة كل صور الفساد والترهل.. وذلك أضعف الإيمان .


في الإثنين 24 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 08:22:41 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2096