|
رؤية تأصيلية شرعية لبيان الموقف الشرعي من مشاريع الفرقة والتجزأة
(الجزء الثاني)
رابعاً: الإسلام يأمر بالوحدة وجوباً وينهى عن الفرقة تحريماً:-
لما كانت الوحدة على النحو الذي أسلفت هي أعظم مقاصد الأديان عبر التاريخ وأعظم مقاصد الإسلام لذلك لا غرابة أن تغدو فريضة جماعية من فرائض الشريعة أمر بها القرآن وجوباً ونهى عن الفرقة تحريماً في العديد من الآيات القرآنية:
- (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)آل عمران103.
- (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ(106)) آل عمران.
- (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ)الأنعام159.
- (وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ(31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ(32)) الروم.
الآيات السالفة دلت دلالة قطعية صريحة على أن الوحدة فريضة شرعية كالصلاة والزكاة حيث أمر القرآن بها وجوباً وعلم الأصول يعتبر أن الأمر يقتضي الوجوب في قوله تعالى (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً) ولم تكتفي الآية بالأمر بالوحدة بل صاحب الأمر بها نهي عن الفرقة، والنهي الصريح القرآني يقتضي التحريم كما يقرره علم الأصول في قوله تعالى (وَلاَ تَفَرَّقُواْ)، وفي علم الأصول أن الأمر الإلهي والنهي الإلهي إذا صاحبه وعيد رباني إزداد تأكيداً وحرمة.
والآيات السالفة الناهية عن الفرقة لم تكتفي بالتهديد والوعيد بالعذاب الشديد للخارجين عن الوحدة إلى الفرقة، بل بينت بصراحة أن حكم الخارج عن الوحدة إلى الفرقة بأنه كافر ومشرك في قوله تعالى (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ(106))، فقوله تعالى (أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) دليل قرآني صريح قطعي على أن الخارج عن الوحدة إلى الفرقة يعتبر في الدستور الإلهي مرتكب لخيانة عظمى أي كافر ومشرك، والمستعرض للقرآن لا يجد آيات في أي موضوع ترمي الخارج عنها بالكفر والشرك مثل موضوع التوحيد والوحدة من ذلك قوله تعالى في الذين لا يقيمون الدين بإقامة الوحدة ويدعون إلى التفرقة (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ)، فهذه الآية بصريحها إعتبرت الداعين للفرقة مشركين.
وتتعزز هذه الآيات بقوله تعالى (وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ(31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ(32)) الروم.
وعلّة هذه الأهمية الكبرى للوحدة في القرآن حتى أنها طرحت كأصل ومقصد لجميع أديان السماء واعتبرت سبب نزول الرسالات السماوية وبعث الأنبياء والرسل لحل الخلافات بما يؤدي إلى إستعادة وحدة الأمة.
وعلّة هذا النهي الشديد في القرآن عن الفرقة عن وحدة الأمة بحيث تتحول إلى شيع أي عصبيات متحاربة متقاتلة حتى يصل الأمر بالقرآن إلى إعتبار الخارج عن الوحدة كالخارج عن التوحيد مشرك.. هي أهمية الوحدة في بناء المجتمعات والدول والحضارات وخطورة الفرقة في هدم المجتمعات والدول والحضارات.
فالوحدة السياسية (وحدة الدولة) تحفظ وحدة الأمة (الوحدة الإجتماعية) والوحدة الإجتماعية تؤدي إلى الوحدة الحضارية النهضوية (وحدة الطاقات البشرية ووحدة الإمكانات المادية).
أما مشاريع الفرقة والتجزأة فإنها تؤدي إلى تفكيك الدولة وتجزأتها وتفكيك الدولة يؤدي إلى إنقسام المجتمع إلى عصبيات متحاربة متقاتلة كما هو حاصل الآن في الصومال والعراق، ولذلك إعتبر علماء السياسة والإجتماع أن أهمية الدولة بالنسبة للمجتمع لحفظ أمنه وإستقراره وإحداث التنمية كأهمية الرأس بالنسبة لجسد الإنسان فكما أن الإنسان لا يستطيع العيش بدون رأس فكذلك المجتمعات والحضارات لا يمكن أن تعيش بدون دولة، ولذلك فرق علماء السياسة بين ثلاث مراحل للدولة وفاضلوا بينها وهي:-
أ- الدولة العادلة وهي أفضل الدول.
ب- الدولة المستبدة وهي أسوأ الدول.
ج- حالة اللادولة أي غياب الدولة المركزية وهي أسوأ من مرحلة الدولة المستبدة لأن المجتمع ينقسم إلى شيع وعصبيات متقاتلة فتشتعل الحرب الأهلية.
وهذه السنة الإجتماعية أكدها القرآن عندما نهى عن سياسة (فرق تسد) واعتبرها سياسة الطغاة والمتكبرين في قوله تعالى (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)القصص4
فهذه الآية كشفت لنا من خلال فرعون رمز الطغيان السياسي إلى أن الطغاة من المستعمرين والمستبدين يلجأون إلى سياسة فرّق تسد وتقسيم الناس إلى شيع أي عصبيات ليستضعفوهم ومن خلال إستضعافهم يتم الإستعلاء عليهم، والأمة العربية والإسلامية لم يستعلي عليها اليهود إلا بعد تجزأتها وتقسيمها، وكذلك الإستعمار الإمامي لم يحكم اليمن إلا بهذه السياسة.
ولما كانت سياسة الطغاة تقسيم الناس إلى شيع أي عصبيات مذهبية وقبلية وطائفية نهى الله أن نجعل الدين عامل فرقة وانقسام للناس إلى شيع واعتبر ذلك كفر وشرك (وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ(31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ(32)) الروم
ثم بين القرآن علة النهي عن إنقسام المجتمع إلى طوائف وفرق وشيع بأنها العداوة والحروب الأهلية كسنّة إجتماعية في قوله تعالى (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ)الأنعام65، فقوله تعالى (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ)، تحذير بأن إنقسام الأمة الواحدة إلى شيع أي عصبيات مختلفة يؤدي إلى الحرب الأهلية وانعدام الأمن والإستقرار.
وتأكيداً لهذا المعنى إمتنّ الله علينا بالوحدة واعتبرها نعمة لأنها تنقل المجتمع من حالة العداوة والحرب إلى مرحلة التآلف والأخوة بقوله تعالى (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)آل عمران103.
وبهذا يتضح لنا لماذا إمتنّ الله علينا بالوحدة ونهانا عن الفرقة؟ لأن الفرقة تؤدي إلى الحروب الأهلية والعداوة ، والوحدة تنقل الناس من حالة العداوة والحرب إلى الأمن والإستقرار ولا تنمية دون أمن واستقرار، ولأن غياب الدولة المركزية وانقسام المجتمع إلى عصبيات متحاربة واقع خطير يدركه من يعايشه كالصوماليين حالياً وكاليمنيين في فترات طويلة من التاريخ حتى يغدو قيام الدولة المركزية لحفظ الأمن والإستقرار أمنية وحلم لديهم.. لذلك نجد القرآن يعد المؤمنين بقيام الدولة المركزية (دولة الخلافة) لطمأنتهم ثم يعلل القرآن أهمية قيام الدولة المركزية بحفظ الأمن والإستقرار في قوله تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)النور55.
فقوله تعالى (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) أي يقيم دولتهم المركزية، ثم يعلل أهمية قيام الدولة المركزية بقوله تعالى (وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) أي يخرجهم من حالة الفرقة والإنقسام إلى شيع يذيق بعضهم بأس بعض ومن حالة العداوة إلى نعمة الوحدة بدلاً عن نقمة الفرقة.
وفي سياق الدولة المركزية (وحدة الدولة) (وحدة الأمة) (وحدة الطاقات والإمكانات) أمر بالشورى في أمر الدولة المركزية بقوله تعالى (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) أي أمر دولتهم شورى بينهم، والدليل على أن كلمة (أمر) و (الأمر) تأتي في القرآن ويقصد بها: أمر الدولة والسلطة السياسية (أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) النساء59.
فأولياء أمر المسلمين هم أولياء دولتهم وقادتهم، وإذا كان القرآن قد أمر بالشورى في إطار الدولة المركزية فقد نهى بصريحه عن تقطيع الدولة المركزية عبر مشاريع الفرقة اللامركزية بقوله تعالى (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)المؤمنون53.
ولذلك يجب التفريق بين الشورى في الأمر وتقطيع الأمر! أي تقطيع واحدية الدولة المركزية.
وهذا مالم يدركه المرشد المضل لحزب الإصلاح حيث خلط بين هذين المصطلحين القرآنيين (الشورى في الأمر) (وتقطيع الأمر) فأنزل مشاريع التجزأة والفرقة في مقام الشورى وهي في الحقيقة في القرآن في مقام تقطيع الأمر وذلك في بحثه الذي كتبه بعنوان (الشورى - دراسة في الفقة السياسي) وقد كتبه بعد أن إقتنع بمشروع الشيعة الفيدرالي وحاول من خلاله إضفاء الصفة الشرعية على المشروع الفيدرالي، والغريب أنه لم يستدل في بحثه كله إلا بآيتين من القرآن (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) وكأن الفقه السياسي في القرآن محصور في هاتين الآيتين وكان يفترض فيه كعالم في الشريعة أن يبسط الفقه السياسي في القرآن (مفهوم الولاية - مفهوم الخلافة - مقصد الوحدة في القرآن - مفهوم الشورى - التوجيه القرآني الحاسم بعدم تقطيع أمر الدولة والمحافظة على واحديتها (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)) فعدم إيضاحه للفقه السياسي القرآني دليل على جهله بالشريعة وهذه مصيبة ودليل على أن فهمه للقرآن هو تجسيد لثقافة عصور الإنحطاط والتخلف الذي يرى أن القرآن فقه محكمة لا فقه دولة أو أن تغافله عن ذكر موضوع الوحدة والفرقة في القرآن والحث القرآني على عدم تقطيع واحدية الدولة هو تجاهل لا جهل وعندها تكون المصيبة أعظم، بل إن الأغرب أنه أصّل في بحثه لشورى المناطق والطوائف والقبائل مما يؤكد أنه كتب بحثه وهو واقع تحت تأثير النزعة الطائفية المناطقية التي برعت العناصر الإمامية في التنظيم في إثارتها حتى أنه إستخدم هذه المصطلحات متجاهلاً أن الولاية العامة في القرآن تقوم على أساس التقوى والإيمان وليس على أساس الشيع والعصبيات حيث يقول في كتابه في ص24: (وأحمد الصيغ وأسدّها ما كان أقرب إلى تحقيق المقصود الشرعي من الشورى وعند مشورة الكافة مباشرة لا يتعذّر أخذ رأي عقلاء كل محلّة أو طائفة من محمودي السيرة ومأموني السريرة ممن تنيبهم باختيارها ورضاها عوضاً عنها على أن يستخلص هؤلاء النواب من الكافة الرأي في الأمر ليكون ذلك أوفق للوفاء بالمقصود من الشورى).
فتأملوا جميعاً عبارته (كل محلّة أو طائفة) بما يؤكد نزعته المناطقية الطائفية، ولم يكتفي بهذه العبارة بل بين لنا كيف يتم لنا تحقيق هذه الشورى على المناطق والطوائف عملياً بأنه لا يتم ذلك إلا عبر الفيدرالية من خلال تقطيع واحدية الولاية العامة في الدولة إلى ولايات ومقاطعات بحيث تكون كل ولاية مستقلة بولايتها بما يؤكد ما أسلفته أن كل همّه هو إقامة سلطنة في محافظة تعز حيث يقول في ص25: (وما كان للدولة من ولايات أو مقاطعات أو محافظات ونحوها من المسميات للمناطق العامة فإن أحمد صيغ الشورى وأسدّها أن يختار أهل كل محلة فيها وأسرة أو قبيلة أو قرية أو عشيرة عنهم عدداً كافياً مناسباً يمثلونهم في مجلس الشورى في المحافظة أو المقاطعة أو الولاية من ذوي الرأي والتقوى ومن مأموني السيرة والسريرة وذلك ليضطلعوا باختيار أولياء أمور ولايتهم أو محافظتهم ومديرياتهم).
في إشارة واضحة منه إلى الفيدرالية الغربية حيث نطق بمصطلحاتها - ولايات ومقاطعات -.
وتأكيداً إلى أنه يقصد تفتيت الدولة المركزية بتحويل كل محافظة ومديرية إلى ولاية مستقلة يتحدث عن الموارد فيقول: (وقد يقول قائل إن موارد إقتصادية وتمويلية قد تتوفر في ولاية دون أخرى أو مقاطعة دون أخرى فيستحوذ عليها ساكنوها على قلة عددهم ويحرم منها أهل المحافظات الأخرى على كثرة في عددهم وقلة ذات اليد، والقياس أن موارد كهذه توزع ثمراتها حسب تعداد الأمة كلها).
وبهذا يتضح بجلاء كيف أصّل المرشد المضل لشورى الطوائف والمناطق والقبائل عبر تقطيع ولاية الدولة الواحدة إلى ولايات ودويلات على مستوى كل منطقة وطائفة ومحافظة ومديرية مسوغاً للمشروع الفيدرالي الإمامي متجاهلاًَ لشروط الفيدرالية التي وضعها علماء الغرب من جهة على النحو الذي أوضحته سلفاً ومتجاهلاً لحقائق الشرع التي فرقت بين الشورى ضمن دولة واحدة وتقطيع وتجزأة الدولة الواحدة إلى دويلات على مستوى المحافظات والمديريات، وفي ضوء هذا التأصيل سوّغ المرشد المضل للمشروع الفيدرالي لاتحاد القوى الشعبية عبر مبادرة الإصلاح السياسي ومبادرة الإنقاذ الوطني وطالب بالفيدرالية صراحة وتجزأة اليمن إلى أربعة أقاليم رئيسية ويكون لكل إقليم منفذ بحري خاص، وهذا التأصيل السخيف قد ظهرت هشاشته من خلال الأدلة القطعية التي أقمتها:-
1- بيان المقصود بالفيدرالية والحكم المحلي وشروط تطبيقها عند علماء الغرب الذين وضعوا أسس النظم السياسية، وبينت أن هناك ثلاثة أنظمة رئيسية في العالم:
أ- النظام الوطني الموحد (نظام الدولة البسيطة) كاليمن.
ب- النظام الفيدرالي (وكيف أنه لا يطبق إلا في الدول المركبة لا البسيطة).
ج- النظام الكونفدرالي.
فيرجى من أخي القارئ مراجعة ما كتبت في الحلقة الثانية من هذه السلسلة .
2- من خلال إعترافات قيادات اتحاد القوى الشعبية بأن هدفهم من الفيدرالية هو تجزأة اليمن وإقامة دويلات فردية وإلغاء الدولة المركزية وتجزأة اليمن إلى مشيخات وسلطنات.
3- مخالفة ياسين القباطي للشرع لأن التكييف الشرعي للمشروع الفيدرالي الشيعي أنه مشروع فرقة لا وحدة ومشروع لتقطيع واحدية الدولة، وعليه فمشروع الفرقة هذا يصادم مقصد الوحدة في القرآن من جهة ويصادم التوجيه القرآني الحاسم بعدم تقطيع واحدية الدولة (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ(52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ(53) المؤمنون.
وعليه يمكننا القول بأن مبادرة أحزاب المشترك تنطبق عليها هذه الآية وكأنها فصّلت عليهم، فقد تقطعوا أمر دولتهم الواحدة إلى أقاليم وأجزاء وزبر وكل حزب بما لديهم فرحون، .. فاتحاد القوى الشعبية وحزب الحق فرحون بالإقليم والزبر الذي سيمتد من صعدة إلى ميدي وياسين القباطي فرح بإقليم المناطق الوسطى(تعز وإب) الذي له منفذ بحري في المخا، والحزب الإشتراكي فرح بإقليم عدن وإقليم حضرموت.
وختاماً لهذا المقال أقول: لقد أثبت من خلال هذا المقال والمقالات السابقة ما يلي:-
1- صنمية طاغوت الإصلاح وفرعونه حيث استطاع حمل التنظيم على تبني برنامج العمل السياسي لاتحاد القوى الشعبية (الجناح السياسي للتنظيم الشيعي المجوسي) من خلال تبنيه لمشروعهم الفيدرالي المستهدف ليمن الثورة والجمهورية والوحدة، في حين أننا في قيادة الإصلاح جميعاً في 93-94م رفضنا هذا المشروع وعملنا على إفشاله وكان هذا الصنم غائباً خارج اليمن وعند عودته ومعرفته بما أنجزناه في قيادة الإصلاح دبّ الخلاف بيني وبينه، والغريب أنه إستطاع حمل القيادات على تبني هذا المشروع مستغلاً مكانته في التنظيم القيادية ولبسه لبوس العلماء.
وفي الحقيقة أن هذا المشروع الفيدرالي الذي حاول الإماميون تمريره عبر علي سالم البيض عبر إثارة مشاعره العرقية باعتباره (هاشمي) لم يكتب له النجاح لكنه من بعد حرب 94م أصبح الحامل له طاغية الإصلاح هذا، واستطاع الدفع بهذا المشروع الشيعي إلى خطوات لم يكن يحلم الإماميون بها بل ووقف مسانداً لكل مخططات الشيعة بصورة لا تخدم ثوابت الوطن ولا ثوابت الإصلاح حتى في حرب صعدة.
وقد يقول قائل أن ياسين ما هو إلا فرد في التنظيم، وهذا المشروع أقرته كافة أجهزة التنظيم عبر الشورى، وفي هذا السياق أقول هذا الزعم مردود عليه من زاويتين:
أ- أن الشورى والإجماع عند علماء الشريعة لا تنعقد فيما يخالف شرع الله وإنما تكون الشورى فيما لا نص فيه، وقد أثبتّ في مقالاتي السابقة بأدلة قاطعة أن المشروع الفيدرالي الشيعي يستهدف وحدة اليمن، وجعلت القيادات الإمامية صاحبة هذا المشروع هي التي تعترف بأن هدفها هو إلغاء الوحدة الإندماجية وتمزيق اليمن إلى دويلات فردية ومشيخات وقبائل متقاتلة متحاربة، كما أوضحت في هذه الحلقة مخالفة المرشد المضل للشرع من خلال إيضاحي لمقام الوحدة في القرآن وكيف أن الخارج على الوحدة كالخارج على التوحيد بأدلة قرآنية متواترة قاطعة الدلالة بما يؤكد أن هذا الصنم قد حرف مسار الحزب عن خطه الإسلامي الوحدوي إلى مسار طائفي إنفصالي على النحو الذي أشرت إليه في أول مقال.
ب- من المعلوم لمن يعرف هذا التنظيم أن كافة أجهزة التنظيم تهتم بالمناشط التربوية الروحية والمناشط التربوية الفكرية، وحظ عناصر التنظيم من التثقيف السياسي ضئيل جداً إلا من إهتم من عناصر هذا التنظيم بالجانب السياسي بصورة فردية، وهذا ما إنتقدته مبكراً منذ إلتحاقي بهذا التنظيم، وأن الشأن السياسي والقرارات السياسية موكولة للقيادات وأن القواعد بسبب تربيتها المثالية تخلط بين قداسة الدين والأشخاص فتسحب شيء من قداسة الدين على القيادة! ثقة وحباً، وياسين القباطي لم يطرح الفيدرالية بأنها مشروع إمامي شيعي على القواعد ولم يطلب منهم إدارة حوار داخلي حول هذا المشروع.. هل تصلح الفيدرالية في اليمن؟ ولماذا تبنت القيادات الإمامية الشيعية هذا المشروع؟ وما هي أهدافهم السياسية؟ وهل يعقل أن القيادات الإمامية المعادية لخط الجمهورية السنّية والمعادية لخط الوحدة اليمنية لأنهم لم يحكموا اليمن إلا عبر سياسة فرق تسد، هل يعقل أنهم يريدون بمشروعهم إصلاح الأوضاع السياسية في اليمن الجمهوري واليمن الموحد؟
كل هذا لم يحصل لأن صنم الإصلاح قد إختزل عقل التنظيم في عقله وإرادة التنظيم في إرادته وبالتالي فإنه قد أنزل المشروع الفيدرالي الإمامي على التنظيم في شكل قرار سياسي والقواعد تقبلته ثقةً في زعيمها ومرشدها، وأكبر دليل على صنمية هذا الرجل حجم المخالفة الشرعية التي إرتكبها ياسين القباطي على النحو الذي أوضحت، وتبعية عناصر الإصلاح له تبعية عمياء صماء.
2- أقول لإخواني في قيادات الإصلاح وقواعده أننا لم ننظم لهذا التنظيم إلا باعتباره أداة ووسيلة لتجسيد الإسلام في الواقع ونحن بايعنا قيادة هذا التنظيم على السمع والطاعة في المنشط والمكره لكننا بالمقابل بايعنا على قول كلمة الحق ولا نخشى في الله لومة لائم، وقد أثبت لكم بأدلة قاطعة أن مرشدكم المضل قد خالف الشرع مخالفة واضحة في مقصد عظيم من مقاصد الدين - مقصد الوحدة - الذي شدد عليه القرآن واعتبر الخارج على الوحدة كالخارج على التوحيد بما يؤكد أن ياسين القباطي قد أفرغ حزب الإصلاح من مضمونه الإسلامي، وإذا كان لكم عذر عند الله قبل هذه الحجة التي أوردتها فليس لكم عذر عند الله بعد قيامها، فمن قرأ هذه الحجة منكم واقتنع بها فهو آثم إن سكت عن قول الحق (والساكت عن الحق شيطان أخرس).
ومن هذا المنطلق أطالب قيادات الإصلاح وقواعده إعلان العصيان الحزبي على قاعدة حديث رسول الله (ص) (لا طاعة إلا في المعروف) ولا أقصد بالعصيان الحزبي تفكيك هذا التنظيم فأنا أكثر الناس حرصاً عليه، ولكن إعلان قيادات وقواعد الإصلاح رفضهم للمشروع الفيدرالي الشيعي الذي تجسد في مبادرة الإصلاح السياسي ووثيقة الإنقاذ الوطني، والتأكيد لصنم الإصلاح وفرعونه ياسين القباطي بأن الوحدة بالنسبة لكوادر الإصلاح ليست وطن آمن مستقر فحسب بل إنها وطن ودين والخارج عليها خارج على الإسلام بصريح القرآن وبالتالي أطره على الحق أطراً ومنعه من الحمية الجاهلية وتداعياتها الخطيرة على أمن اليمن وأمن التنظيم وإلزامه بكلمة التقوى وصدق الله العظيم القائل: (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً)الفتح26 .
3- أطالب قيادات الإصلاح وقواعده بعدم الإكتفاء بأطره على الحق بالتراجع عن المشروع الفيدرالي الشيعي الرامي لتجزأة اليمن بل إتخاذ قرار حاسم بفصله من التنظيم بسبب عصبيته الجاهلية الطائفية وهذه العصبية لا تجعله أهلاً لكي يكون عضواً في هذه الحركة فضلاً عن أن يكون زعيماً لها لقول الرسول (ص) (ليس منا من دعا إلى عصبية)، وأكبر دليل على عصبيته هو تبنيه لمشروع التجزأة الشيعي الفيدرالي ورفعه لراية عصبية جاهلية (راية القضية الجنوبية والحراك الجنوبي)، وهذا الحراك قد شهد أبناء اليمن قاطبة آثاره الجاهلية في تمزيق وتفريق وحدة هذا الشعب الإجتماعية بما أثاره من نعرات شطرية (حراك جنوبي) ونعرات مناطقية (حراك المناطق الوسطى) أدى إلى تصدع البنية الإجتماعية، وكان الأصل الشرعي هو رفع راية القضية اليمنية وعدم إثارة النعرات الجاهلية التي حذّر منها الشرع أيما تحذير من ذلك أحاديث رسول الله (ص) المتواترة في التحذير من العصبيات الجاهلية وخطرها على أمة محمد وتفريق جماعة المسلمين ووحدة أمتهم من ذلك قول الرسول (ص) (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات فميتة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برّها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني، ومن قاتل تحت راية عميّة يدعوا إلى عصبية أو يغضب لعصبية فقتل فقتلة جاهلية).
فهذا الحديث الصحيح الوارد بعدة طرق والمروي بعدة روايات تصل حد التواتر نجد الرسول (ص) فيه وكأنه يشخص الأزمة اليمنية بشقيها حرب صعدة والحراك الجنوبي.
فقول الرسول (ص) (ومن خرج على أمتي يضرب برّها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني) كأنه يصف الحوثي مسئول الجناح العسكري للتنظيم الشيعي فقد خرج على الأمة يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها.
وقول الرسول (ص) (ومن قاتل تحت راية عمية يدعوا إلى عصبية أو يغضب لعصبية فقتل فقتلة جاهلية) كأنه وصف لمن رفعوا راية القضية الجنوبية والحراك الجنوبي على رأسهم ياسين القباطي حيث رفع راية القضية الجنوبية الجاهلية في داخل التنظيم الإسلامي.
وأحاديث الرسول (ص) التي أشارت إلى مفارقة الجماعة إنما قصد بها جماعة المسلمين أي وحدة الأمة الإسلامية لا جماعة حزبية بدليل قول الرسول (ص) (من خرج على أمتي) أي على أمة محمد، ولو إفترضنا جدلاً أن المقصود بالجماعة هنا جماعة حزبية فجماعة الأخوان في اليمن بعد رفع ياسين القباطي لهذه الراية الجاهلية وتبنيه لمشاريع تفريق الأمة وتمزيقها لم تعد جماعة إسلامية بل جماعة طائفية جاهلية.
وهذا هو سبب خلافي معه منذ عام 94م لأن أعظم فتنة هي فتنة تفكيك الدولة المركزية وتمزيق البنية الإجتماعية إلى عصبيات وشيع متقاتلة متحاربة وهذا ما حذّر منه القرآن في قوله تعالى (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ)، وحذّر منه الرسول (ص) بقوله: (لن تفتن أمتي حتى يظهر فيهم التمايز والتمايل والمقامع. قلت: يا رسول الله فما التمايز؟ قال: عصبية يحدثها الناس بعدي في الإسلام. قلت: فما التمايل؟ قال: تميل القبيلة على القبيلة فتستحل حرمتها. قلت: فالمقامع؟ قال: سير الأمصار بعضها إلى بعض تختلف أعناقهم في الحرب) حديث صحيح الإسناد (المستدرك على الصحيحين) .
كما نجد العديد من الأحاديث المحذرة من الذين يدعون بدعوى الجاهلية لخطورة هذه الدعوات على أمن المجتمعات والدول والحضارات ، حتى أن هذه الأحاديث تنذر الداعي بدعوى الجاهلية بجهنم وإن صلى وصام، من ذلك حديث الرسول (ص) الصحيح (ومن إدعى بدعوى الجاهلية فإنه من جثّا جهنم. فقال رجل: يا رسول الله وإن صلى وصام؟ قال: وإن صلى وصام) حديث صحيح الإسناد (المستدرك على الصحيحين).
فلا يخدعنكم أيها الإصلاحيون (ياسين القباطي) بتمتماته وحوقلته وصلاته وصيامه فقد دعا بدعوى الجاهلية بأدلة قاطعة لا مجال للشك فيها ويعرفها القاصي والداني (المشروع الفيدرالي الشيعي لتجزأة اليمن) (ورفعه لراية القضية الجنوبية والحراك الجنوبي وهي راية عميّة جاهلية عصبية).
وإخراجه من التنظيم سيبعد الخطر على التنظيم ويعيد للتنظيم هويته الإسلامية المفقودة وسيبعد الخطر على اليمن وسيبعد الخطر على ياسين نفسه، لأن بقاءه في رأس الحركة يزيد من فتنة العناصر الإمامية عليه وبفتنته يفتن التنظيم، لكن فصله سيؤدي إلى عودة ياسين إلى ربه وتوبته ويزيل الفتنة من رأسه وهي مستحكمة طالما بقي في رأس الحركة.
4- كما أطالب قيادة التنظيم بإخراج ثعابين الإمامة من داخل هذا التنظيم على رأسهم دجال الإمامة عبدالرحمن العماد ودجال الإمامة زيد الشامي فهذين الرجلين هما اللذين قاما بتمرير المشروع الفيدرالي لاتحاد القوى الشعبية داخل الإصلاح وأكبر دليل على أنهم يظهرون التسنن ويبطنون التشيع هو تمريرهم لبرنامج العمل السياسي لاتحاد القوى الشعبية، فعبد الرحمن العماد هو قرين ياسين القباطي وشيطانه الذي تم تكليفه من إتحاد القوى الشعبية بتجنيد ياسين لصالحهم، وزيد الشامي هو الشخصية الإدارية التنفيذية في تمرير هذا المشروع داخل التنظيم وغيرهم وصدق الله العظيم القائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ)آل عمران118.
وفي الأخير أقول لأخواني في الإصلاح أيها البناءون يا أتباع الإمام الشهيد حسن البناء تذكّروا أن الإمام الشهيد حسن البناء أسس جماعة الإخوان (جماعة الأبرار) لمواجهة المشروع اللامركزي الفيدرالي الذي أطاح بالخلافة العثمانية فعليكم مواجهة المشروع اللامركزي الهادوي الذي يخطط للإطاحة بيمن الثورة والوحدة لإعادتها إلى مرحلة ما قبل الدولة كالصومال وأفغانستان.
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد
في الإثنين 07 يونيو-حزيران 2010 06:30:23 م