|
من الواضح أن عملية بناء الدولة الحديثة لا يمكن أن تبدأ دون انطلاق عملية بناء الثقافة السياسية الحديثة معزّزة بنزاهة المبدأ بالطبع، ومتجاوزة التجاذبات التقليدية، كما أن غايتها الفاعلة تكمن في تكريس المشروع الوطني الكبير.
فالحاصل أن المجتمع ينغلق على نمط أحادي التثقيف أكثر ما يتسم به هو التعصب وتكريس الفساد؛ لذلك تصاب بالشلل مفاهيم "القانون والحريات والانفتاح وحقوق الإنسان والضمير الوطني" وبالمقابل يزدهر الكهنوت البائد ويخاصمنا المستقبل التقدّمي.
إلا أن ما تفترضه اللحظة هو أن تكون لحظة حاسمة للحساب الوطني؛ إذ من غير المعقول أن كل طرف في هذا الخراب يستمر داخلاً في الربح وخارجاً من الخسارة..!!.
وعلى الجميع أن يكونوا أكثر اتساقاً مع الوعي الثقافي المدني المفترض الذي يزعمونه؛ لا مجرد أراجوزات انتهازية لمشاريع بدائية معوّقة للمدنية وللتطوُّر؛ ذلك أن العصر ليس للديكتاتورية أو الأصولية أو حتى البيروقراطية.
لكن للأسف لايزال الإرث ثقيلاً، ومجتمعنا لايزال مثخناً بتضحياته دون فائدة، كذلك فإن نُخبنا لن تتخلّص من حالة الاستلاب بسهولة كما يبدو؛ من هنا - لا شك - تكون مهمّة التحوّلات الضرورية؛ مهمّة لا أصعب منها.
وبلغة أخرى فإن أكثر ما يقلق اليمنيين الحالمين الآن هو أن الأمل نفسه سيتحوّل إلى يأس؛ وبالتالي سيقودهم اليأس إلى أن يكونوا عديمي الإحساس أيضاً حتى بالقلق..!!.
fathi_nasr@hotmail.com
في الأربعاء 26 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 08:08:31 ص