لنجاة المجتمع من آفات التسلُّط والهمجية
كاتب/فتحي أبو النصر
كاتب/فتحي أبو النصر
يخاصمون الاصطفاف الوطني الذي يقف ضد فكرة السُلطة في يد الفرد الواحد أو العائلة الواحدة أو الحزب الواحد أو المنطقة الواحدة، كما يستنكرون مبدأ المواطنة المتساوية؛ لأنه لا يميّزهم عن غيرهم كما يشاؤون، بينما يخرجهم أصلاً من مربع التميُّز والتفضيل الذي منحوه لأنفسهم خلافاً لبقية الشعب. 
هؤلاء هم من يعيقون المجتمعات عن التقدّم والتطوّر، وهم في هذا السياق للأسف: أكثر من ينعشون أحقاد الصراعات السياسية والاجتماعية الماضية بحيث يفتقدون إلى السويّة الإنسانية والوطنية تماماً، مستغلّين الفقر والجهل لتمرير مشروعهم؛ على أنهم من أبرز الفاعلين لإعاقة عملية التحديث والتمدين. 
والحاصل هو أن التاريخ الشوفيني يشهد بمعاناة المواطنين الأحرار بالعالم وبالذات في المجتمعات العربية الأكثر تخلّفاً من هكذا عقليات لا عقلانية وأشد مأزومية. 
ويبقى على أصحاب هذا الصنف اللا وطني أن ينضجوا إلى المستوى الوطني اللائق، كما ينقصهم الترشيد الفعّال والاعتدال لخطاباتهم وممارساتهم تعبيراً عن النمط الوطني المأمول الذي لا يمكن التنازل عنه لبلوغ الخلاص الوطني مهما كانت التضحيات. 
 ولعل كل يمني بعد كل التضحيات الجسام لن يذعن بالتأكيد لغير أحلام الدولة المدنية، دولة القانون والكرامة والتداول السلمي للسلطة، فيما هذا المسعى القدير وحده هو الفاعل الحقيقي لنجاة المجتمع من آفات التسلُّط والهمجية والاستئثار، كما أن كل قوة دينية أو اجتماعية هي أضعف من أن تهيمن على الدولة القادمة؛ بل إن الشعب هو من يصد فكرة الاحتكار المرفوض إضافة إلى كل تسييس استغلالي غير مستساغ للدين. 
fathi_nasr@hotmail.com 


في الخميس 27 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 08:32:36 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2111