|
تبعات لا حدود لها..!
لا يمكن وصف حالة الشد والجذب في وسائل الإعلام الحزبية والأهلية ومواقع التواصل الاجتماعي وبخاصة في تعاطيها السلبي تجاه مستجدات ما يعتمل على الساحة الوطنية إلا في كونه أحد الأسباب الرئيسة لإثارة الضغائن والأحقاد بين الأفرقاء والمكوّنات، بل إن استشراء هذا الخطاب العدائي يمثّل حالة عبثية تقود الجميع إلى وليمة للاضطراب والاحتراب داخل بُنية وتركيبية المجتمع.
وتجاه هذا المنحى الخطير الذي يسلكه بعض الإعلام؛ لابد من وقفة جادة وموضوعية، ليس لتقييد الحريات وإنما لفرض القناعة بأهمية وخطورة ما ستؤول إليه الأوضاع في حال تمادي هذا الخطاب الإعلامي وتمترست أطرافه خلف أوهام السيطرة والاستحواذ والهيمنة.
إن أبرز ما يمكن الحديث عنه في إطار تصاعد الخطاب الإعلامي واشتباكه مع الحالة السياسية دون انضباطية وموضوعية يتطلّب التذكير مجدّداً بأهمية الدعوة إلى إعادة إحياء فكرة ميثاق الشرف الإعلامي الذي ينبغي أن تتداعى إليه مختلف الأطراف، وهي الفرصة المتاحة والمتبقية أمام مسؤولية تشذيب هذا الخطاب وتهذيبه من الرعونة والحدّة والتمادي الذي يضر بدرجة أساسية المصالح الوطنية فضلاً عن تبعاته السلبية على تماسك الأسرة اليمنية.
ولا شك أن هذه المسؤولية تتحمّلها النُخب وبدرجة أساسية قيادة وزارة الإعلام الجديدة، الأمر الذي يدعوها إلى التفاعل الجاد مع هذه الإشكالية؛ وبالتالي دعوة الإعلاميين جميعاً إلى عقد مؤتمر حوار هادف يناقش خطورة وتداعيات استمراء هذا الخطاب وبما يساعد على محاصرة هذه الإشكالية في أبعادها المتعدّدة، وبما يسهم في التوصل إلى ما يخفّف من حدة هذا الخطاب؛ ولا أقول تجفيفه كاملاً من سلبيات أفراده، وذلك لاعتبارات موضوعية وذاتية تتحكّم بسُلطة الأفراد والتوجهات على هذا الخطاب الإعلامي المدمر، وهي – دون شك – أسباب معروفة ولم تعد تخفى على أحد.
إن جزءاً أساسياً من إشكالية الإعلام تسلّل عديد ممن لا صلة لهم بالإعلام وبالرسالة الإعلامية إلا من زوايا المصلحة والانتماء الحزبي أو الفئوي أو المناطقي الضيق؛ وهو ما يتطلّب من نقابة الصحافيين مراجعة شاملة لعضويتها وتشذيبها مما لحق بها من اختراقات واضحة وفاضحة خلال الفترة الأخيرة على وجه التحديد.
غداً: أهمية تجديد الدعوة لميثاق الـ«شرف الإعلامي».
في الأربعاء 03 ديسمبر-كانون الأول 2014 09:24:01 ص