|
أهمية تجديد الدعوة لميثاق الـ«شرف الإعلامي» إن ما يحدوني إلى التذكير بمسألة إحياء وتطبيق ميثاق الشرف الإعلامي هو تفاؤلي وثقتي بأن ثمة من لايزال ممسكاً بشرف الكلمة ومسؤولية الحرف وخطاب التواصل والتوافق والبناء عوضاً عن أساليب المخاتلة ومنهاج الهدم، وعلى قاعدة صلبة من الوعي بإمكانية تجاوز سلبيات الماضي ومماحكات الحاضر بهدف التمسك بوعد المستقبل، وهذا أضعف الإيمان في ظرف بات فيه الجميع يشعر أن جزءاً من الإعلام قد تخلّى عن مسؤوليته الوطنية والمهنية والمناقبية في استنهاض قيم المحبّة والسلام والأخوّة.
لقد دعوت في هذا الحيز وفي أكثر من مناسبة إلى ضرورة تضافر جهود كل الإعلاميين وفي مختلف المنابر والمواقع إلى استحضار خطورة استمرار الاحتقان في الصف الوطني، ومن ثم المطالبة المستمرة بالمبادرة إلى تقديم خطاب موضوعي يخفّف من حدة هذا الاحتقان ويدفع في اتجاه تجنيب الوطن الدخول في المزيد من التباين، خاصة أن ثمة قاسماً مشتركاً لايزال يحدونا في إمكانية أن تكون الرسالة الإعلامية إحدى الجبهات التي تضيق الخناق على بعض المغامرين الذين يريدون الذهاب بالوطن إلى المجهول.
وبطبيعة الحال فإن العمل المسؤول من أجل المستقبل أمرٌ ملحٌ وضروري خاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي تمرُّ بها تجربة التحوُّل المجتمعي وهو الأمر الذي يتطلّب أيضاً الحشد والالتفاف حول التسوية التي تعبّر عنها بصدق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي يمكن لها أن تكون مخرجاً آمناً لمجمل التحديات الراهنة وإطاراً موضوعياً لتجفيف منابع الكراهية وصياغة خطاب وطني يلبّي احتياجات اليمنيين الأساسية عوضاً عن تأجيج مشاعر الاصطفاف غير الواعي ضد المستقبل.
والخلاصة فإن مسؤولية الإعلام راهناً التركيز على تلك القضايا التي تبحث في المشترك ولا تغرق في تفاصيل النزاعات، سواء أكان هذا الخطاب مدفوعاً بالاتكاء على المهنية والتعددية أم كان لاعتبارات موضوعية؛ فإن الأهم من كل ذلك هو انحيازه إلى القضية الوطنية وأن يكون رافعة أساسية في مصفوفة التوافق لا وسيلة للهدم تحت أي من المبرّرات.. ولا بأس أن يكون هذا العرض المسهب في إشكالية راهن الإعلام موضوعاً يتمحور فيه النقاش حول مسؤولية الإعلام تجاه الراهن من المشكلات المنتصبة أمام تطوّر المجتمع وتعزيز لُحمته الوطنية.
في الخميس 04 ديسمبر-كانون الأول 2014 08:28:38 ص