|
«1»
لا يوجد مجتمع فاعل دون إنصاف للمواطنة، بقدر ما نتج عن المجتمع اللا فاعل: عصابة وفرائس صيد؛ طبعاً ليس ذلك هو اليقين الذي كان من المفترض أن توصلنا إليه أحلام المواطنة؛ إذ أن كل نماذج القهر المجتمعي تتفاقم دون حياء.
ثم إن الدولة تعني صيانة الحقوق وجبر الضرر واحترام وتنمية ورعاية الإنسان؛ وليس الدولة استشراء منطق البطش والاستضعاف على الإطلاق.
بينما في كثير من التكوينات السكانية في البلاد ثمة من يكدحون لينشرح حال مراكز القوى المتنفّذة؛ ومثل هذه النماذج تسيطر وتهيمن ضد إرادة القانون والحق طبعاً، كما بوهم التفوُّق المدجّج بالقوة لا تنطوي سوى على مهمة الاستغلال؛ وهكذا ليتم حكم المجتمع على نحو أشبه بنظام الرق.
بيد أنها القيم المتوحّشة «مجتمع قيم اللا مواطنة» التي صارت تنال من آمال الناس بوطن كريم ودولة حقيقية؛ بل إن سُلطة الجبروت هذه تبرع جيداً في تحدّي المستقبل كما تسخر منه تنكيلاً واستعباداً وقهراً وكفراً بفكرة اليمن الحديث والحر والمدني.
«2»
يقول الماركيز دي ساد: إن الأخلاق الإنسانية بأسرها تتلخّص في عبارة واحدة: أسعد الآخرين بالقدر الذي توده لنفسك؛ ولا تزد في إيذائهم قط إلا بقدر ما ترغب بتلقّي المثل منهم.
fathi_nasr@hotmail.com
في الثلاثاء 09 ديسمبر-كانون الأول 2014 09:03:32 ص