رضوى عاشور
دكتور/د.عمر عبد العزيز
دكتور/د.عمر عبد العزيز
قبل نهاية العام الجاري وتحديداً في الثلاثين من شهر نوفمبر،انتقلت إلى رحمة الله الناقدة الأكاديمية، والساردة المهجوسة بفلسفة المكان والزمان الأستاذة رضوى عاشور.. التي انحدرت بامتياز من جيل التوق والانعتاق والأحلام الألفية العصيَّة على التحقق حتى اللحظة، فقد ولدت رضوى قبل نكبة فلسطين بعامين، وسارت على درب المعاصرة الزمانية والمفاهيمية لثورة يوليو المصرية في عام 1952م، وما تلاها من تحولات في العالم العربي، وتاخمت تلك الأحداث حد الإقامة الكبيرة بما لحق المنطقة العربية خلال سنوات الـحيرة والآمال الكبيرة، وتماوجت مع التراجيديا العربية الفلسطينية المركزية من خلال رفيق دربها وزوجها الأديب مروان البرغوثي، لتنتظم معه وابنها الشاعر تميم البرغوثي ضمن ثلاثية وترية نغمية إيقاعية عربية حزينة، صادرة من أعماق المعنى الذي انطوت عليه الحالة. ومن سخريات القدر ومفارقات الدهر أن تواجه الناقدة الأكاديمية والساردة الموهوبة، والمثقفة العضوية خدشاً معنوياً وأخلاقياً بالغاً يوم أن تمَّ استلاب الإقامة المصرية من زوجها، وهذا ما حدث مع غيرها من حرائر العالم العربي اللائي واجهن عنتاً وعسفاً من قبل العقليات الرَّعوية الطافية فوق مياه التاريخ والجغرافيا والحكمة، والتي سادت المنطقة العربية حيناً من الدهر. 
 كانت قراءتها النقدية المبكرة والفريدة لأدب غسان كنفاني نموذجاً لتلك القراءات المفارقة لمألوف التعاميم المتعلقة بغسان الأديب والكاتب، وكانت تلك القراءة بمثابة تجسيم واقعي لماهية المحنة العربية الفلسطينية التي غاصت رضوى في تضاعيف مفاعيلها الوجودية الصعبة. 
عُرفت رضوى عاشور بوصفها ناقدة مجبولة على قواعد المعايير المعرفية النقدية والجمالية، وقد سارت قدماً في هذا الدرب الطويل الذي اقترن بعملها الأكاديمي كأُستاذة جامعية، ومشرفة على رسائل الماجستير والدكتوراه. لكنها في لحظة من زمن الضرورات الوجدانية الثقافية، انعطفت نحو الكتابة السردية الإبداعية لتقديم مصفوفة من النصوص القصصية والروائية الهامة، ولتخوض في غمار التاريخ وتستقرئ الواقع، وتجسر العلاقة الممكنة والمحتملة بين الأنواع الفنية والأدبية، رافعةً الحواجز المفتعلة بين تلك الأنواع، مما سنأتي عليه لاحقاً. 
Omaraziz105@gmail.com 

في الأربعاء 17 ديسمبر-كانون الأول 2014 08:33:46 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2201