|
مع الأسف الشديد، شهد اليمن السعيد أواخر الأسبوع المنصرم جريمة شنعاء يندى لها جبين الإنسانية جرّاء الجريمة البشعة التي استهدفت طالبات إحدى مدارس مدينة رداع وأدّت إلى استشهاد العشرات منهن، فضلاً عن جريمة أخرى متزامنة ارتكبتها عناصر الإرهاب في أحد أحياء هذه المدينة التي اتشحت بالسواد أسوةً بباقي المدن اليمنية.
ولست أجد ـ كغيري ـ من الكلمات ما تعبّر عن وصف بشاعة تلك الجريمة التي تؤكد النوازع الشريرة في نفوس القتلة ممن تربّوا على شرب دماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال على حد سواء إلّا في كون هذه الجريمة وغيرها دخيلة على المجتمع، وتكاد أن تكون صورة مطابقة لما يحدث من إراقة دماء المسلمين في افغانستان وباكستان وبعض الدول العربية والإسلامية التي نكبت بأصحاب هذه العاهات الذين يدّعون زوراً وبهتاناً انتماءهم إلى الرسالة السمحاء للإسلام الحنيف الذي يحض على صيانة دماء المسلمين وأهل الذمم.
لقد اتسع نطاق القتل في الآونة الأخيرة داخل المدن والأحياء اليمنية وبصورة باتت تدق ناقوس الخطر على أمن واستقرار وسكينة المجتمع؛ وبحيث باتت فرق القتل والاغتيال والتفجير تتسابق في ممارسة هذه المهام الخسيسة ضد الأبرياء وأبناء المؤسسة الدفاعية والأمنية، فضلاً عن التعرض لحرمات المواطنين وممتلكاتهم دون استثناء أو تمييز.
ومن أشد الغرائب في إطار قتل الناس واستباحة الحرمات أن كل القتلة يدّعون أنهم يحملون رسالة تخليص المجتمع من الفساد والإرهاب، وأنهم أهلٌ لإقامة وإدارة شؤون البلاد دون غيرهم وبحيث باتت الأمور تختلط على المرء، بل ويبرز التساؤل الأساس عمن أعطى هؤلاء صكوك إقامة هذه الموازين في المجتمع بما في ذلك قتل الناس دون جرم ارتكبوه وتحت يافطات عديدة؛ بينما النتيجة واحدة وهي قتل النفس البريئة التي حرّمها الله.
ومع فارق التشبيه فإن «ماراثون» السباق بين هذه الجماعات الدموية لا يتوقف عند حد وإنما يتعدّى كل الحدود والشرائع والفلسفات طالما أنه سيقود ـ في النتيجة ـ إلى قتل أكبر عدد من المواطنين الأبرياء وإنزال أفدح الضرر بالاقتصاد الوطني وليس اقتصاد أمريكا أو ذبح مواطني اسرائيل من اليهود والتي ما فتئنا نسمع خطابات جماعات القتل بأن رسالتها هي تخليص البشرية من طغيان الاستبداد والظلم.
وفي الواقع لا ندري إلى أين تقود هذه العصابات الإرهابية ومنظمات القتل الوطن اليمني الذي مازال يبحث عن فرصة للخروج من الأزمات المتلاحقة؛ بينما نُخبه ـ مع الأسف الشديد ـ تغطُّ في نوم عميق؛ لذلك لا بأس أن نكرّر الصرخة بأن يصحوا قبل فوات الأوان..!!.
في الأحد 21 ديسمبر-كانون الأول 2014 08:33:11 ص