|
أسجّل في هذه المساحة أن الأخ خالد محفوظ بحّاح، رئيس مجلس الوزراء في وضع لا يُحسد عليه حقاً، خاصة بعد أن منح النواب ثقتهم لحكومته على خلفية البرنامج العام الذي تقدّمت به حكومة الكفاءات التي يرأسها لإصلاح ما يمكن إصلاحه خلال فترة محدّدة.
فهـو – أي رئيس الوزراء– أمـام امتحان صعب، خاصة وقد جاء إلى وضع لا يمتلك فيه من أدوات للإجابة عن التساؤلات المريرة التي تفرزها المرحلة بكل تداعياتها وتجاذباتها غير التسلُّح بإرادة صلبة لا تلين وطموح لا حدود له في إمكانية خلق حالة من التوافق تساعده والحكومة على إنجاز هـذه المهـام.
ولا بأس أن نكرّر القـول بأن يكـون الله في عون هذه الحكومة لكي تتخطّى التحدّيات والصعوبات الناجمة عن الوضع السيّئ الذي ورثته متزامناً مع تدهور الوضع الأمني والاقتصادي وانتهاك واضح وفاضح وممنهج لسُلطة وقرار الدولة؛ حيث اتسعت رقعة الانفلات الأمني وضربات الإرهاب، فضلاً عن الإرث المثقل بالديون الخارجية والوضع الاقتصادي المُصاب بفقر الدم وسوء التغذية ومشاكل لا حصر لها تتعلّق بتدنّي مستويات الفقر والخدمات واتساع نطاق البطالة وقائمة طويلة لا يتسع الحيز لتعدادها جميعاً.
ولست أريد إحباط جهود ونوايا دولة رئيس الوزراء وأصحاب المعالي الوزراء في حكومة الكفاءات الذين –أعتقد – أنهم يمتلكون إرادة في التغيير وصدقية في العمل، لكنني – فقـط – أشير إلى جانب من تلك الصعوبات والتحدّيات التي –لا شك - أنهم يعرفونها أكثر منّي، لذلك أدعو إلى أن تكون إرادة المولى عزّ وجل إلى جانبهم وهم يمخرون عُباب هذا الضباب الكثيف الذي يكاد يحجب رؤية آفاق المستقبل.
لقد أحسن صُنعاً الأخ خالد محفوظ بحّاح، رئيس الوزراء وهو يؤكّد عشية منح الثقة لحكومته بأنه لن يكون مجرّد سُلطة صورية وذلك في إشارة واضحة لا لبس فيها عن رفضه وحكومته محـاولة البعض استلاب صلاحياته ومصادرة قـرار الحكومة تحت أيـة يافطـة كـانت وبالذات من قوى تمارس دور الشراكة والمعارضة في آن واحـد، وهـو موقف شُجاع ومحسوب للرجل الذي يُعتِّب الخطوة الأولى على طريق الألف ميل.
وفي هذا السياق، أجدني أطالب النُخب السياسية والمكوّنات المجتمعية بأن تقف سنداً إلى جانب هذه الحكومة التي تمثّل – بالنسبة لليمنيين جميعاً – الملاذ الآمن والأخير من مخاطر الذهاب إلى المجهول، وعندها لن ينفع عض أصابع الندم، لذلك لا تبخلوا بالدعاء للرجل أن تُكلّل أعماله وحكومته بالنجاح.
في الإثنين 22 ديسمبر-كانون الأول 2014 08:35:19 ص